(تأملات) .. جمال عنقرة ..الربط الكهربائي بين السودان ومصر.. عقبال الربط الكامل
ليست مصادفة أن تصلني في لحظة واحدة رسالتان مهمتان، من السفيرين الصديقين العزيزين العظيمين معالي السفير محمد الياس سفير السودان في مصر، ومعالي السفير حسام عيسي سفير مصر في السودان، والرسالتان تحملان بشارة وصول أجهزة الربط الكهربائي بين البلدين الشقيقين السودان ومصر إلى مينا بورتسودان، وهي الأجهزة المطلوبة لرفع الإمداد الكهربائي من مصر للسودان من ٧٠ ميجاوات إلى ثلاثمائة خطوة أولي لبلوغ الألف قريبا بإذن الله تعالي، فليس مصادفة تزامن الرسالتين، فالسفيران العظيمان كان لهما جهد كبير في هذا الملف الحيوي المهم، مثل جهودهما المتواصلة في كل الاتجاهات لتعزيز وتنمية وترقية العلاقات السودانية المصرية، فهما الأولي بالاحتفاء بهذا الإنجاز الكبير، ثم أنهما يعلمان أن شخصي الضعيف من أكثر أهل الوادي دفعا ودعما لهذه العلاقة المنتجة بين البلدين والشعبين الشقيقين، وهي علاقة لا تدانيها اي علاقة أخري بين اي بلدين من بلاد الدنيا، ولا بين اي بلد آخر وبلدينا الحميمين، فلذلك كان طبيعيا أن يرسلا لي هذا الخبر المفرح، وأذكر عندما أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراره التاريخي بتصفير عداد السودانيين الموجودين في مصر، وصلني الخبر أول ما وصلني من السفيرين العظيمين ومعه تهاني، وأذكر أن السفير حسام ارفق لي مع الخبر رسالة تقول “كما طلبتم” وكنت قد بعثت مناشدات عدة لسعادة الرئيس السيسي ندعوه فيها إلى تصفير العداد، وكتبت مقالات كثيرة في هذا الشأن.
أن تأتي خطوة تنفيذ هذه المرحلة من الربط الكهربائي في هذه الفترة المهمة والمفصلية فذلك أمر له دلالاته العظيمة، فهو تأكيد علي أن البلدين قد حسما أمرهما وحسماه، وعزما علي المضي قدما في طريق التلاحم بلا حدود، فنحن في السودان ومصر كما قال الرئيس السيسي “ما لناش غير بعض” وتلك رسالة مهمة للذين يشككون في جدوي العلاقة مع مصر، لا سيما الذين يتوهمون أن مصر تطمع في خيرات السودان، وليس لديها ما تقدمه لنا، ورغم أني من المؤمنين بخيرات بلدنا، ولكن لا خير في كثير من خيراتنا بغير مصر، لا سيما الثورات الزراعية بشقيها النباتي والحيواني، فإذا ما قامت مشروعات إستراتيجية سودانية مصرية في المجال الزراعي، فإننا في السودان ومصر يمكن أن نكون من اغني بلدان العالم، ويمكن أن نصبح دولة عظمي يقصدها الناس جميعا لغذائهم وكسائهم، ولهذا يسعي كثيرون للتفريق والمباعدة بين السودان ومصر.
وبهذه المناسبة نذكر أولياء الأمور من السودانيين، والطلاب أنه في شهر مايو المقبل يفتح التقديم للجامعات المصرية، وفي هذا التقديم تتاح عشرات الآلاف من الفرص للطلاب السودانيين من داخل السودان، ومن خارجه، لا سيما دول الاغتراب العربية التي تكاد تنعدم فيها فرص الدراسة الجامعية للسودانيين، والتقديم للجامعات المصرية ميسر جدا، وبسيط، وعبر الموقع الإلكتروني، وتوجد أولوية للسودانيين في القبول، وفي الرسوم الدراسية كذلك، فبالنسبة للقبول الخاص فإن الطالب السوداني يدفع ١٠% فقط من الرسوم التي يدفعها غير، فكليات الطب الفخيمة التي رسومها ٦ الف دولار، يدفع الطالب السوداني ستمائة فقط، ولذلك صار أولياء الأمور يفضلون دراسة أبنائهم في مصر، علي الدراسة في السودان، حتى في الجامعات الحكومية، وأهم ما في الدراسة في مصر إستقرار العام الدراسي، لذلك كثيرون أخرجوا ابناءهم من جامعات سودانية، وحولوهم للدراسة في مصر.
ولقد اسعدني كثيرا خبرا سمعته في راديو أم درمان يقول أن عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي التقي سفراء دول مجلس التعاون الخليجي والسفير المصري، واطلعهم علي تطور الأحداث في ولاية غرب دارفور، ومبعث سعادتي الوجود المميز لمصر في مقام لا يجوز أن تعزل منه، أو تعتزل، ولقد خسرنا كثيرا بعزل مصر واعتزالها في أوقات سابقة، ونسعد لوجود مصر في أي شأن من شؤون السودان، ليس لأنها الأقرب إلينا فقط، ولكنها الأكثر وقوفا مع مصالح السودان، وهي التي لا تبيعنا ابدا، فنحن وهم “ما لناش غير بعض” فوجود مصر في ذاك الإجتماع، وأخذ الإذاعة السودانية التصريح الصحفي من السفير المصري، يعني أن المسار قد تصحح، وصرنا علي الطريق القويم بحمد الله.