اسماعيل شريف يكتب : وطن الجدود
الحقيقة التي يجب علينا مواجهتها بصراحة وبشجاعة اننا كسودانيين لسنا أمة واحدة ولا شعب واحد ولكننا وجدنا أنفسنا بلا ارادة منا في وطن واحد …تتنازعه خلافات حادة شكلنا فيها ركنا أساسيا
ساهمت سياسات الحكم اللامركزي والاتحادي في مزيد من التشظي والتقوقع والانقسام المجتمعي والخندقة خلف الإقليم والقبيلة على الرغم من فوائد الحكم الاتحادي في اتجاه تقصير ظل الدولة تحت زعم احداث تنمية متوازنه ومستدامه الا ان اي من هذا أو ذاك لم يحدث فقد ظل المركز متحكما في الكل وظلت التجربة الاتحادية تحصد السراب وتقبض الريح وتجسد الاستقطاب وتفتح أبواب الفساد والمحسوبية والظلم
كان السودان قبلها اكثر تماسكا بفعل مؤسسات تعليمية واقتصادية وعسكرية قومية فككها الواقع بعد انهيار العديد منها
كانت السكة حديد ومشروع الجزيرة والنقل النهري ومصانع السكر السودانية وسكر كنانة وهيئة الموانئ ممسكات اقتصادية باللحمة السودانية بينما كانت القوات النظامية بوتقة يلتقي عندها كل أطياف الشعب السوداني في ساحات التجنيد والتدريب والتوزيع بعقيدة وطنية راسخة ويبقى الدفعة دفعة بغض النظر عن وحدته العسكرية او قبيلته او ولايته او حتى منطقة تجنيده
بينما كانت المدارس القومية خور طقت إسماعيل الولي ونيالا الثانوية وزالنجي الثانوية وعطبرة وجبيت وكوستي القوز منابر ومناهل للتوعية والوطنية تحت إشراف الدولة
الان انهار كل شي ولم يبقى من الوطن سوى اسمه وتاريخه
فماذا ننتظر