ميثاق تأسيس سلطة الشعب.. كسر قيد الشمولية بقلم : على يوسف تبيدي
انتظر السودانيون بصبر طويل مجئ قيام هذا الاتفاق التاريخي بلهفه عظيمه في ثناياها الفرحه وطعم النصر وعنفوان الخطوة الحاسمه.. بلا شك هو عمل يجسد رغبة جميع السودانيين بلا إستثناء فقد انجز بعد مشاركة فاعله وشامله من كل حدب وصوب جاء هؤلاء الشباب والماجدات لبناء سلطة الشعب بلا جهويه وعنصريه.. كل مقترح جاء في صحن هذا الاتفاق الكبير إنبي على شكل المؤسسات والهيئات والقوانين واللوائح التي ترسم سودان المستقبل الذي ينطلق إلى الأفق البعيد.. كل نغمه حلوه خرجت من أفواه هؤلاء الفاعلون المناضلون كانت تعبر عن ليل الاسي وجرح الظلم والقدره الفائقه عن الانفكاك من كرباج العسكر وظلام الاستبداد وسنوات الضياع والحيف هاهي ثورة ديسمبر المجيدة ترفض الانحسار في أمواج الفشل والخيبه التي لاحت في حكم قوي الحريه والعسكر الثنائي في سنوات الانتقال الأولى.. عامان ونصف أو مايقارب الثلاثه منذ بزوغ شمس ذهاب البشير وانطفأ حكمه الظالم.. طاشت سهام هؤلاء الذين خطفوا الثورة في الفترة الأولى.. لم يكونوا على قدر المسئولية ولم يرتفعوا إلى سلم الامانه الباهظه.
اليوم في هذا الجو المشحون بالطمأنينة وعطر الشهداء يتجلى قرار الشارع الذي لايخون في كتابة ميثاق تأسيس سلطة الشعب.. يوم الثاني عشر من مايو 2022م هو كسر قيد الشموليه وحكم العسكر وبزوغ فجر الحريه والكرامه والديمقراطيه.
الاحتفال الحقيقي بهذا الإنجاز المرصع بالذهب والياسمين يتمثل في كيفية انزاله على أرض الواقع فالشاهد أن ذلك يتأتى بالاستمرار القوى بتعبئة رؤية الشارع الحاسمه باقتلاع هذا الكابوس الذي يجسم على صدرنا الآن.
لانريد هتافات بلا اقتحام ثوري ولا نريد إتفاق بلا إنطلاقه محسوسه نحو الهدف الاسمي.
لم يعد الانتظار مفيداً في خضم الانزلاق البائن في الساحه الوطنيه ولم يعد التعويل على الخارج كافيا لتحقيق امنيات المجتمع السوداني العريض لأنه ماحك جلدك مثل ظفرك وأصحاب الوجعه لاينتظرون الفرج من وراء البحار.
اقتصادنا عاجز.. وسلامنا مثقوب.. وأمننا مستباح وحدتنا في ضياع.. لم يبقى لنا بلسم وعلاج سوى هذا الميثاق العاتي الذي جاء في هذا الظرف الدقيق الحساس.
هذه الخطوه الجباره التي أنجبت هذا الوليد النبيل ما أعظمها.. بل هذا الميثاق الشبابي الفواح.. شمسه غير الشموس.. صباحه غير كل الصباحات إنه ميثاق متكامل الأركان يؤطر إلى برنامج سياسي في افلاكه كل أنماط احتياجات الدوله الحديثه التي تحقق رغبات هذا الشعب الأبي الجبار.
هنيئا لجميع السودانيين بهذا الميثاق الكبير وهنيئا لكل صناع هذا العمل التاريخي بما قاموا به.. أنه يحقق غايات جسام ويعبر عن تطلعات مقدسه.
حلم قديم ينطلق من القيد إلى مربع التفاؤل والعزه والسمو والامل في سودان أخضر.