يسالني كثير من الناس علي زماننا في الشرطة وحين اشتد ضدهم العنف من جماعات ٩ طويلة ووالله حتي اليوم لم أعرف من سماهم ب (طويلة) هذه لكن ما علينا لكن ما لم افهمه ان صاحب الشينة ينادونه بالطول لان الطول صفة الكبار في الفهم وليس الوصف …لكن لا طويل علي الشرطة فالمجرم قصير وسلوكه قصير وعمره قصير وقيمته قصيرة حين تقف في واجهته الشرطة يصبح قذما يقاس بالندم والحسرة و الاهمال .
* كنت اجيب علي السائلين باختصار شديد… الشرطة موجودة …وارد لهم السؤال بسؤال اخر هل لاقسام الشرطة ابواب وجدتموها يوما واحدا علي مر الدهور والاجيال مغلقة ؟
* كانوا يتسمرون امام خطابي الاعلامي المقنع هذا …ولكن اجيبهم انا ..نعم الشرطة غابت بفعل فاعل لا يريد لها خيرا حين نخروا في معنوياتها بألفاظ صدئة مميتة جعلوها تراجع موقفها في الذي تقدم في كل شئ في خدماتها للمواطن الذي ضحت له بأرواح منسوبيها رخيصة وبلا قيمة وبلا اجر وبلا اهتمام وبلا تقدير وبلا شكر حتي ..وهي التي لا تحتاج لكل ذلك ولكن كانت تحتاج لمن فقط يدعم خطها صمتا دون ايذائها.
* غابت الشرطة لانها اندهشت من أفعال القلة صاحبة (الحلاقيم) العريضة صاحبة الأصوات النافذة التي مكنت منها القلة الاخري التي سارت علي دربها تنكيلا وتجريحا واساءة بلغت حد التعدي والضرب والقتل… وقتل الروح المعنوية لها …وحينها اندهشت لانها كانت تظن ان ما تقوم به هو لذات المواطن والوطن وهذا سر الاندهاش …وكل هذا ولم تغب عنه بل كانت مندهشة في الذي يجري وهذا الاندهاش جعلها تنصرف لحماية نفسها من أناس جاءت لخدمتهم وسلامتهم وامنهم بادلوها هذا الاندهاش فيه بالعنف والأذية … ولكن لم يقصدوها الا وجودها في خدمتهم في المجمعات الخدمية ووجودها تمشط الطرقات لامنهم وسلامتهم ولكنها في توجس منهم وليس خوفا ولكن حتي هذا جاء خوفا عليهم .
* الشرطة لست أنا من ادافع عنها فلها ناطقها ولها اعلامها ولها دورها الكبير الذي يشهد لها …فقد انتهي دوري كله في ذلك فأنا اكتب عنها اليوم بدافع الكيمياء الذي يربطني بها ومازالت في دمائي بقية مداد منه لاقول ما شاهدته بالأمس وهي في حملات كبيرة شاهدتها بعين المواطن الذي غبت عنه ثلاثون عاما يفصلني عنه الكاكي الذي كنت ارتديه… ياسلااااام كيف كنت مظلوما من ان اكون من الناظرين لها باعين المواطن الذي ظلمها زمنا طويلا ولمن تكن اعيني تراها باعين الامس الظالمة منهم.
* عادت الشرطة لا قول عودة الغياب ولكنها عودة اليقظة حين احس المواطن باندهاشها زمنا …عادت لتدك اوكار الجريمة في كل مواقع العاصمة والولايات بنفس واحد وعزيمة وهي التي خبرت عملها وفنون قانونها الجنائي النقي الذي لوثته أيادي العابثين به زمنا عادت وهي اكثر شجاعة مع تنسيق عالي في بقية القوات الاخري التي ساندت ووقفت لجانبها في القوات المسلحة الباسلة والدعم السريع والامن والمخابرات …وهذا الاخير صاحب السر الباتع الذي غابت شمسه زمنا بسحب وغيوم الضلال الزائف والذي يجعلنا نسأل في دهشة كيف لبلد كالسودان ان يغيب عن امنها هذا الجهاز العظيم ان لم يكن هناك ما هو خزى وعار في نفوس الذين سعوا لتفكيكه …لكنه عاد وليت الاخوة في هذا الجهاز يدركون قيمتهم من اليوم فصاعدا ان السودان وطن يحتاجهم كثيرا وكفي.
* لكن اهمس في اذن الفريق اول عنان حامد محمد عمر المدير العام لقوات الشرطة دون ان يسمعني احد بجواره واقول… هذا النجاح يا سعادتك لن يكتب له التوفيق ان لم تضمن له الاستمرارية والديمومة فسيذهب ادراج الرياح وتعود حليمة لقديمه… فالجريمة لا تتوقف طالما انت في بلد كل شئ فيه صار خرابا ودمارا وتدهورا واقتصادا كاسدا فلا تتوقع أن هذه الحملات وحدها كافية لجعل المجتمع دون جريمة ولكن قدركم ان تكونوا في حالة استعداد رحيم …و مستمر مهما كلفكم الامر (غاليا) ان تستمر هذه الحملات يوميا وان يشعر المواطن انكم قريبين منه ويري انتشاركم…وليس مطلوب منكم أن تعملوا بلغة المسرح (ان عجبناكم فقالوا لغيرنا وان لم نعجبكم فقولوا لنا) بل من حقكم ان تقولوا نحن هنا وان تتباهوا بما تفعلون فانه عمل كريم يجب ان يشهده الداني والقاصي حتي يطمئن وهذا لعلمي كلام (علم) درسناه في الكتب وتعلمناه في قاعات الدرس وبصرناه في الواقع العملي المهني حينها … ان الشرطة هي( اعلام )وليس عمل ديواني ينتهي بتنفيذ الخطط والبرامج بل هو نشر وتوعية وإصلاح واصحاح وإرشاد للمواطن وتوعية وبلاش عناوين لبرامج الشرطة (بامن يا بلد) بل دعوه (بساهرون) فأنتم الساهرون عبر نوافذكم الشرطية …الان حق لكم ان تقولوا نحن (الساهرون) عبر (نوافذكم) لاجل المواطن ..
* امس كنتم حديث المجتمع اعجابا واشادة فقد ردمتم بهذه الحملات الجفوة بينكم والمواطن ولكن لتضمنوا ثبات هذا الرضاء زيدوا عين اخري في كرب القاش فقاشكم كارب ولكن فيه عين اخري تحتاج (لكربة) …لله درك ايتها الشرطة السودانية فعبرك عملنا زمنا للوطن كله ولسنا نادمون اننا خدمنا الوطن كل الوطن ويبقي الوطن في حدقات العيون.
* سطر اخير فوق العادة شكرا استاذنا الكبير إسحق احمد فضل الله فقد ذكرتنا في عمودك اليوم … اننا يمكن ان نغني للشرطة كما غني كروم وها نحن قد فعلنا ..والله جد
(ان قدر لنا نعود)