(على مسؤوليتي ) ..طارق شريف .. الجزلي وملف المبدعين في مكتب البرهان !
كتبت في جريدة الصحافة في عهد النظام السابق مقالا عاصفا أنتقد فيه وزير الثقافة السابق الأستاذ السمؤأل خلف الله القريش
على تجاهل الأديب المبدع عبد القدوس الخاتم في مرضه ، ورغم صراحة المقال وقسوته، تلقيت اتصالاً في اليوم التالي من كتابة المقال من الوزير السمؤال وصادف يوم الجمعة وقال لي السمؤال
عبر الهاتف أنه على مقربة من منزل الأديب عبد القدوس الخاتم ويطلب مني أن اصطحبه لزيارة الاديب الكبير.
كان السمؤال واعيا ومدركا لأهمية العمل الثقافي وملف رعاية المبدعين ولكنه تعرض لبعض مكايدات من اخوانه في التنظيم ، فترك السودان وهاجر إلى دولة قطر حيث يعمل مستشارا في الحكومة القطرية وأذكر أن السمؤال قام بتكريم الدكتور عمرالجزلي تكريما نقلته يومذاك كل القنوات السودانية وحضره المسئولين والمبدعون ونجوم المجتمع والصحافة .
بعد السمؤال تراجع الأداء في وزارة الثقافة وأصبح المنصب أثيرا للمجاملات والمحاصصات الجهوية التى عجلت برحيل النظام السابق !
في عهد حكومة قحت ضاعت وزارة الثقافة وضاع معها ملف رعاية المبدعين وتمت شيطنة العديد من المبدعين وعوملوا معاملات لاتليق بمكانتهم وابداعهم، وشكي أهل الابداع من الحال الصعب وأصبحنا لانتذكر المبدعين الا بعد رحيلهم لنضع على جثامينهم نياشين التكريم ! . الان ورغم أن حال المبدعين مازال صعبا ، هناك بعض الاهتمام بهم مثل ما حدث
للاعلامي الكبير د. عمر الجزلي الذى عرف عنه الدفاع عن زملائه وعن حقوق المبدعين عامةً
كتب دكتور عمر مقالا انتقد فيه وضع المبدعين وضرب مثلا بحاله وهو في القاهرة حيث يتلقي العلاج بعد عودته من أمريكا ولم يكلف سفير السودان في القاهرة للأسف الشديد حتي مجرد الاتصال به هاتفياً .
الجزلي في المقال لم يطلب شيئاً مادياً فقد صرف عليه ابناؤه في غضون شهرين من العلاج بالقاهرة اكثرمن عشرة الف دولار . وهو من حقه علي الدولة الاهتمام به معنوياً ومادياً تقديراً لتأريخه الإعلامي الطويل الذي ظل يعطي من خلاله نصف قرن من العطاء المتواصل لمدة خمسين عاماً ، رجل قضي أجمل سنوات عمره في خدمة البلد والناسً من خلال الإذاعة والتلفزيون والصحف . ،وكما صرح .
الجزلي لقد تكفل ويتكفل بعلاجه الآن ابناؤه البررة وهم يعملون بشركات أمريكية كبيرة في مجالات مهمة .
ولكن الاتصال به من رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان أسعد الجزلي معنوياًًلدرجةً كبيرة جداً وجعلته يكتب مشيدا بالاتصال وأتبع البرهان الاتصال بتوجيه مباشر منه أن يتلقي الجزلي العلاج على حساب القوات المسلحة وهذا تكريم لاعلامي كبير يستحق أن تُرفع له القبعات وهنا يستحق الفريق أول عبد الفتاح البرهان والقوات المسلحة الشكر والتقدير وشكر خاص لمكتب السيد الفريق أول البرهان على تفاعلهم مع ما يكتب بخصوص حالة المبدعين، وشكر للملحق العسكري بسفارة السودان بالقاهرة . والآن ملف رعاية المبدعين يحتاج الى خطوات تنظيم واقترح إلغاء وزارة الثقافة وإنشاء صندوق التنمية الثقافية وكثير من دول العالم لاتوجد فيها وزارات ثقافة ولكن توجد صناديق للتنمية الثقافية تختص هذه الصناديق برعاية العمل الثقافي والمبدعين والله الموفق .