د. طارق محمد عمر.. رحلة جوبا / تقييم سياسي وامني وقانوني
حفلت وسائط التواصل المجتمعي بمعلومات تفيد بان قيادة الحزب الشيوعي غادرت الى جوبا رابع ايام عيد الفطر المبارك ومكثت هناك حتى يوم أمس الأول .. وانها التقت قائدي التمرد الحلو وعبد الواحد وزارت منطقة كاودا معقل المتمردين بجنوب كردفان .. ذلك لاجل التخطيط والتنسيق لمهاجمة الخرطوم واقتلاع نظام الحكم بالقوة .
على المستوى السياسي تعد الزيارة خصما من الرصيد الجماهيري للحزب الشيوعي على محدوديته .. لان الشعب السودان ينظر لحركات التمرد بريبة ويعتبرها نصدرا للخطر على امنه .. وانها تستنزف موارده .. ويعدها اداة طيعة في يد الغرب والكنائس .. وربما ادت الزيارة الى حل الحزب او تجميد نشاطه من قبل الحكومة .. وانفضاض لجان المقاومة من حوله .
ومن منظور امني تعتبر الزيارة عشوائية وغير محكمة التخطيط .. فكان الأفضل تكليف كوادر سرية لانجاز المهمة .. لان سفر القيادة يعتبر بمثابة اعلان حرب ضد الدولة .. واضح ان الحزب الشيوعي تجاهل مقدرات مخابرات الجنوب ولم يعرها اهتماما فتعامل باريحية .. مثلما لم يفطن الى وجود عيون امنية ترصد الحركة في الحنوب وجنوب كردفان وربما كاودا نفسها .
من ناحية قانون تعتبر قيادة الحزب مرتكبة لجرائم منصوص عليها في قانون عقوبات السودان ( الجرائم الموجهة ضد الدولة ) مقرونة بعقوبات صارمة تصل حد السجن المؤبد والاعدام .. ومنها مساعدة العدو بالتخطيط او المعلومات .. والتآمر على تغيير نظام الحكم بالقوة واعلان الحرب على البلاد .
ليس امام قيادة الحزب الشيوعي إل إعلان الإعتراف بالخطا والاعتذار للشعب السوداني والنظام القائم .
د. طارق محمد عمر .
الخرطوم في يوم الجمعة 20 مايو 2022 .