(تأملات ) ..جمال عنقرة معاوية البرير .. للوطن والزملاء الكرام
لقد ذكرت في مقال سابق قبل بضعة شهور أن معرفتي المباشرة برجل الأعمال الحاج معاوية البرير لا تتجاوز العام الواحد، ولعلها لم تبلغه بعد، فلا أظن أن أول زيارة له في مكتبه العامر في جاردن سيتي والتي رتبها لنا ابننا الإعلامي الألمعي مصعب محمود قد مر عليها عام، ولكن بالطبع أعرفه المعرفة العامة قبل عشرات السنين، وكنت – ولا زلت – مأخوذا بشعار حملاته الإعلانية “منتج آخر من معاوية البرير” وكنت كلما يعلن عن منتج آخر أحرص علي التعرف عليه، وكنت أجد كل منتج أكثر ابداعا، واجود صنعة من الذي سبقه، وما يميز منتجات معاوية البرير أنها تلبي حاجات واحتياجات وطلبات ومطالب الأطفال والصبية، وهذه مطالب وطلبات لا تقاوم، وقبل أن أنظر إلى الفكر التجاري والتسويقي الثاقب في ذلك، والذي ينظر إلى حاجة السوق أولا، نظرت إلى البعد الوطني، فهذه المنتجات كانت الدولة تدفع فيها سنويا مئات الملايين وقد تكون مليارات الدولارات لاستيراد هذه المنتجات من الخارج، وهذه قيمة كبيرة جدا، وبالطبع أعرف حاج معاوية كأحد أبناء أم درمان، وبيني وبين بعض اشقائه علاقات حميمة وعميقة، الزعيم الوجيه الحاج مامون البرير له الرحمة والمغفرة، وصديقنا العزيز الحبيب الدكتور عبد الملك، الذي بيننا جسور من الوصل والتواصل، والحبيب الوفي الدكتور معتز، ودوحتنا الراحلة المقيمة الحاجة حياة والدة صديقنا وزميلنا مامون مجذوب علي حسيب، وأعرف أيضا أنه له كسب كبير جدا في مجال الزراعة، وأنه يعد مع السيد وجدي ميرغني، والسيد هشام صالح عبد الرحمن يعقوب الرواد في ذلك، لا سيما الزراعة التعاقدية والتي كان لها دور كبير جدا في تطوير الزراعة في السودان، ويزيد الحاج معاوية بأنه قد في تعاقدات حكومية لإحياء وتطوير عدد من المشروعات الزراعية مثل مشروعي كساب، وأبو نعامة، وأعرف عنه أنه الأقرب للصحافيين والإعلاميين، والأكثر تعاطفا معهم، وعطفا عليهم، فلا يكاد يسمع بأمر يخص إعلامي أو صحفي – فرحا أو كرها – إلا كان أول الحاضرين، وأكثرهم عطاء بمحبة وصدق.
ولما سمعت بالازمة الأخيرة التي وقعت في منطقة “أبو نعامة” وراح ضحيتها نفر كريم من أهالي المنطقة، وأصيب آخرون بجروح متفاوتة، في مواجهات وقعت بين بعض الأهالي وبين القوات الأمنية المكلفة بحراسة وتأمين المنطقة، فلما سمعت بذلك حرصت علي معرفة الحقيقة مجردة، فعلمت أن الأرض مكان النزاع هي تلك التي كان قد تعاقد عليها الحاج معاوية البرير مع الحكومة السابقة لتطويرها، ثم صدر قرار من لجنة إزالة التمكين التي حلت فيما بعد ونزعتها منه، وملكتها لبعض المواطنين، ثم أصدرت المحكمة بعد ذلك قرارا ابطلت بموجبه قرار لجنة إزالة التمكين، واعادت الأرض إلى المشروع الذي آل جزء كبير من أسهمه للحاج معاوية البرير.
المشكلة بهذه الخلفية ما كان يمكن لها أن تتطور إلى هذه الدرجة، وتبلغ ما بلغت من التوتر والشد والجذب، وما كان ينبغي أن تسال فيها دماء ذكية مثل التي سالت، وتزهق فيها أرواح طاهرة، كالتي ارتقت إلى رحاب ربها، لولا أن هناك أيدي خبيثة عبثت في الموضوع، فالحاج معاوية البرير كما عرفت عنه من الذين يعرفونه حق المعرفة، وأثق في شهاداتهم، فهو رجل رغم طموحاته التي لا تحدها حدود، فهو رجل زاهد وبسيط، ولن يتردد في التنازل عن حقوقه الخاصة لمصلحة عامة، أو لصالح مواطنين يستحقونها، وعلمت كذلك أن المناطق التي دخلها حاج معاوية مستثمرا- لا سيما في مجال الزراعة – غير حياة مواطنيها مائة وثمانين درجة حتى أنهم صاروا يقولون “يا ريتك جيت من زمان” فمثله ومثل هؤلاء ليس من المعقول، ولا من المنطقة أن تقع مشكلة بينهم، فليس في مصلحة المواطنين أن يعاكسوا رجلا جاء إلى تغيير حياتهم إلى الأحسن، وليس الحاج معاوية الذي يسلب مواطنين أرضهم، لذلك فإن هذه المشكلة ليست بين معاوية البرير وبين بعض أهالي أبو نعامة، كما يحاول البعض تصويرها، ولكنها مشكلة بين صناع النجاح وبين اعدائه، وللأسف الشديد فإن كثيرين من الذين يهاجمون معاوية البرير هذه الأيام في وسائل ووسائط الميديا المختلفة، يفعلون ذلك لصالح آخرين، والذين يدفعون لتحطيم معاوية البرير وأمثاله من الوطنيين الناجحين المخلصين، معروفون، ولهم في ذلك سوابق ثابتة.
وما أكتبه اليوم ليس دفاعا عن معاوية البرير وحده، وهو يستحق أن ندافع عنه، علي الأقل وفاء لما قدمه وظل يقدمه لزملائنا من الصحفيين والإعلاميين، ولكننا نفعل ذلك أولا دفاعا عن الوطن، وعن مواطنيننا الذين يعتبر الحاج معاوية رأس رمح قيادة التنمية الزراعية والصناعية في بلدنا، ولن ينهض السودان، ولن يسعد مواطنوه بغير تنمية زراعية، وتطوير صناعي كالذي يقوده الأخ معاوية البرير.
وفي الختام ارجو أن يقود العقلاء من أهلنا في “أبو نعامة” وما أكثرهم، يقودوا مبادرة للتوفيق بين الحاج معاوية، وبين المحتجين، بعيدا عن الإجراءات القانونية، وبعيد عن ” حقي وحقك” من أجل وطن آمن مستقر، متكاتف، يضع مستثمروه الوطنيون اياديهم في أيادي مواطنيهم الشرفاء، من أجل نهضة شاملة لبلدنا نسعد بها جميعا بإذن الله تعالى.