أمل أبوالقاسم تكتب في “ينما يمضى الوقت” .. (يلا الحوار نفر )
الخطوة التي اتخذها رئيس مجلس السيادة أمس والقاضية برفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح جميع المعتقلين بعد توصية من مجلس الأمن والدفاع تشي بجدية وانطلاق صافرة قطار الحوار والشروع فيه فعليا بهكذا خطوة تمهيدية وهو ما ظل مجلس السيادة ورئيسه ونائبه يرددونه دائما ويشهرونه في وجه اللاءات الثلاثة التي خفت صوتها كخفوت صوت المناداة بالخروج للشارع بعد أن وعى البعض الدرس اللهم إلا قلة لشىء في نفس بن يعقوب لن يتأتى لهم فليتهم يلتزموا الصمت.
دعك من حقبة الثلاثون عاما، فبعد التجارب المريرة للثلاث سنوات التي حكمتها قحت وأشهر ما بعد انقلاب ٢٥ اكتوبر اعتقد أنه أو فلنقل لابد أن يكون كلتاهما وعى الدرس واعتبر من سواءت أعماله التي أوردت البلاد موارد الهلاك.
طيلة فترة ما بعد الخامس والعشرون من أكتوبر والجميع ( يلت ويعجن) بلا جدوى أو محصلة سوى فقد أرواح شباب غض تضاف إلى المئات الأوائل الذين مهروا بدمهم التراب ودفعوا ثمنا لم يحصلوا على مقابله حتى الآن، واعني الوطن ومطلوبات استقراره وديمقراطيته وأمنه ومعاش أهله وغير ذلك.
طيلة الفترة والمشاكسات التي لم تهدأ طيلة السنوات القليلة الفائتة بل العكس زادت الشقة بين الجميع، المكونات في بعضها بلا استثناء وكذا بين الأقطاب المتنافرة عسكر ومدنيين.
يصر الكثيرون أن لا تفاوض مع العسكر من جهة ومن جهة يدعو رئيس مجلس السيادة إلى وقت قريب توافق الطرف الثاني في ما بينه ولملمة أطرافه ومن ثم الجلوس إلى الحوار وهو يعلم أن ذلك من الاستحالة بمكان وما آفة قوى الحرية والتغيير إلا تشاكسها جراء تشعبها وتنافر أطرافها السبب الرئيس في هدم معبد الحكم على رأسها.
الآن ينبغي أن يمشي الحوار بمن قبل ولو كان هنالك ذرة وطنية في ضمير اي من الساسة والأحزاب لقبلت وعند التحاور فاليطرح كل منهم رؤيته وعلى الطرفين تقديم تنازل فالبلاد أنهك جسدها ولا تحتمل المزيد من التمزيق على يدي بنيها المتصارعين، ولا أعتقد أن التنازل خذلان وضعف بل العكس، وأعتقد أن الذين يصرون على رفع اللاءات والتشاكس لا يهمهم الوطن بقدر ما تهمهم مصالحهم الخاصة والانتصار لذاتهم السياسية ليس إلا.
وفي الوقت الذي تنادي بعض الأحزاب الكبيرة ذات الثقل وليست تلكم الفارغة محتوى ووزن. في الوقت الذي تنادي فيه للاصطفاف بغية استعادة المدنية والديمقراطية بالتي هي أحسن، هناك من يصرخ في وادي غير ذي زرع للخروج إلى الشارع وإسقاط العسكر رغم أنهم يعلمون أن هيهات، إذن فلم الجعجعة بالله عليكم ارحموا كبد الأمهات التي تفطرت، وراعوا الله في شباب الوطن وأمله الواعد..وعلى اولادنا الحادبين على مصلحة البلاد من الثوار الأحرار أن يقيموا الأمر وينخرطوا في الحوار ويملوا ما شاء لهم.
وأقول إن مسألة إبعاد العسكر من المشهد والحكم بأي من الأشكال غير واردة في ظل تطلع العديد من الدول لحشر أنفها ومحاولة فرض أجندتها لتحقيق مصالحها بايدي عملاء سودانيين لا يهمهم سوى كنز جيوبهم واغتنام كراسي. وان كانت حجة الكثيرين أن العسكر لا أمان لهم فأعتقد أن (زنقة) الأشهر ما بعد الإنقلاب و( الجلطات) المصاحبة لن تدفعهم للتفكير مجددا في أي فعل ضد الطرف الآخر، وذات الحال للطرف الآخر وذات الحذر اعتقد أو لابد أن يلازمه هذه المرة.
إذن فإلى الحوار تحت سمع وبصر المجتمع الدولي والذي سيكون شاهد على اي حديث أو سلوك يجرم أو يفضح نوايا المشاركين..فبرجاء من أجل البلد وانسانها المغلوب على أمره وهو يتقلب بين رحى هؤلاء و أولئك.