السعودية ..والسودان الأهداف المشتركة بقلم : بقلم : المهندس مصطفي مكي العوض
Email : mustafamekki@gmail.com
في واحد من مجالس العلم والمعرفة والكرم في العاصمة السعودية الرياض كنا في ضيافة شخصية سعودية من كبار المسؤولين والعلماء في المملكة العربية السعودية وقد أقام المسؤول الكبير المجلس علي شرف وفد رسمي سوداني كان في زيارة للمملكة وكنت احد أعضائه حشد له كوكبة نيرة من كبار الكتاب والمفكرين والاعلاميين في المملكة العربية ودار نقاش علمي ومهم عن العلاقات السعودية السودانية وكعادة المجالس المشتركة بين الشعبين الشقيقين لا تخلو من الغزل في ازلية وخصوصية العلاقة بين الأشقاء في البلدين ولأن مثل هذه اللقاءات لا تكرر طرحت سؤالا للجمع الكريم عن ما هي الغايات التي ترجوها السعودية من علاقتها مع السودان بعدها قدم المسؤول الكبير محاضرة قيمة وتاريخية عن العلاقة بين الشعبين وشرح بسهاب أن اولي أولويات السعودية أن يكون السودان امنا ومستقرا وفي رفاء ووضع اقتصادي وسياسي مستقر وختم قوله (هنا تكمن مصلحة السعودية في السودان)
شدني الحديث وظللت ابحث في حيثياته فوجدت كل الشواهد تدلل علي ذلك مع التأكيد أن العلاقة بين الشعوب تقوم علي المصالح المشتركة ولكن علي مر تاريخ العلاقة بين البلدين ظلت المملكة تري مصلحتها في أمن واستقرار السودان واذا تمت مقارنة هذا الموقف مع المحيط الإقليمي او الدولي ذو العلاقة مع السودان نجد الفرق شاسع فلكل دولة بمن فيهم التي توصف بأنها دولا صديقة وشقيقة مصلحة في موارد السودان ولقد رأينا عندما أنعم الله علي السودان بانتاج مئات الاطنان من الذهب تم تهريبها لكل الدول التي تسمي شقيقة وصديقة الا المملكة فلم يصلها جرام واحد من ذهب السودان وعندما تجول المتمردون الذين كانوا يقاتلون الدولة السودانية في أنحاء الدول التي تسمي شقيقة وصديقة يجدون الدعم والتحريض نأت المملكة عن أي صراع داخلي الا بما يوفق بين اهل السودان ويحقن دماءهم ..
بعد التغيير الذي حدث في أبريل ٢٠١٩ ظلت المملكة قريبة من الشعب السوداني داعمه لخياراته ساعية للوفاق بين اطرافه وقد كان لسفيرها ، الذي جاء للسودان بخبره دبلوماسية ضخمة ودعم وترشيح من خادم الحرمين الشريفين، ودبلوماسيتها النشطة دورا كبيرا في تحقيق الوثيقة الدستورية التي مهدت لحكومة ما بعد الثورة وهذا معلوم لكل أطراف العملية السياسية في السودان وخلال الفترة الانتقالية طرحت المملكة خطة للشراكة الاستراتيجية بين البلدين من خلال اللقاء الذي جمع بين سمو الأمير محمد بن سلمان والدكتور عبد الله حمدوك في زيارة الاخير للمملكة وذلك من خلال انشاء صندوق استثمارات مشترك براسمال كبير يخدم قطاعات التنمية في السودان وفق رؤي علمية وكان المشروع غاب قوسين او ادني لولا تقاطعات الفرقاء في السودان ..
بعد الخامس والعشرون من أكتوبر دخل السودان في أزمة دستورية معقدة أصبحت تهدد أمنه واستقراره فتحركت المملكة العربية السعودية ممثلة في سفيرها النشط مدعوما بتوجيهات ملكية ودعم دبلوماسي لحلحلة الازمة السودانية حتي نجح سعادة السفير في جمع المكون العسكري وممثلين للحرية والتغيير في منزله نزعا لفتيل الاحتقان والتنافر وتمهيدا لمخرج أمن من النفق المظلم الذي دخلت فيه البلاد..
وختاما تظل المملكة الحليف الاستراتيجي والاقوي والاقرب للسودان لتلاقي الأهداف والبحث المشترك عن الأمن والاستقرار دون اطماع او أجندة خفيه..