الفريق محمد عطا إلى لاهاي بقلم : د. طارق محمد عمر
أمس الخميس 16 يونيو 2022 قبلت محكمة الجنايات الدولية في لاهاي دعوى مرفوعة من رجل اعمال سوداني يدعى سيف الإسلام عباس زين العابدين ضد محمد عطا مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني سابقا والسفير السعودي معلا والملحق العسكري وضابط الإتصال بالسفارة السعودية .. تتلخص التهمة في ان سيف الإسلام صاحب مكتب خدمات قرب السفارة السعودية بالخرطوم قد كلف بالتخابر على جهات رسمية سودانية من قبل الملحق السعودي وضابط الإتصال .. وانه أبلغ جهاز الأمن السوداني بذلك ورفده بالمعلومات في الفترة من 1999 الى 2005 .. وعندما علم ضابط الاتصال بما فعل سارع بكشف المعلومات التي وصلت السفارة من قبل سيف الإسلام إلى الجهات المختصة في السودان بينما اطلع السفير السعودي مدير الأمن محمد عطا بتلك المعلومات .. متهما سيف بالتجسس على السودان .. فتمت اجراءات أمنية في مواجهته .
لتحليل هذه المعلومة اشير إلى أن العلاقات السودانية السعودية تاريخية وازلية في كافة المجالات وتعد المملكة المستثثمر الأول في السودان واكبر داعم له مثلما فعل السودان في سنوات خلت .
السعودية لاتتجسس على السودان مثلما لايتجسس السودان عليها لإن التجسس قرين الشر والتحسس قرين الخير فما يحدث من حراك استخباري يعد تحسسا لاتجسيا .
واضح ان السفير معلا ومحمد عطا لم يكونا على علم مسبق بالعملية .
علم السفارة بتشاط سيف الإسلام يؤكد وجود عيون داخل المؤسسات الرسمية تزودها بالمعلومات .. وهذا شئ طبيعي لان مهام البعثات الدبلوماسية استخباري استطلاعي في المقام الأول .
العملية اتسمت بالبدائية من الجانبين السعودي والسوداني .. وكان يمكن للملحق العسكري وضابط الإتصال الحصول على مبتغاهما بطرق رسمية .
في تقديري ان الشكوى تمثل ضغطا على السعودية لتوجهها نحو الصين وروسيا عوضا عن الغرب .
د. طارق محمد عمر .
الجمعة 17 يونيور 2022 .