محاربة الهجرة غير الشرعية .. حماية الأمن والسلم الدوليين
يمثل السودان بحدوده المترامية مع سبع دولٍ ، معبراً مفتوحاً لظاهرة الهجرة غير الشرعية من رعايا دول الجوار الافريقي من الرجال والنساء وحتى الأطفال الى شواطئ البحر الأبيض المتوسط ومنه الى أوروبا بمظن انها بلاد تحقيق الاحلام ، غير ابهين بمخاطر وصعاب الرحلة التي غالبا ما تنتهي بمعسكرات اللجوء او الموت غرقا في البحر او عطشاً في الصحراء أو بأيدي عصابات الاتجار بالبشر .
وتربط تقارير استراتيجية بين الهجرة غير الشرعية وتكاثر المهددات الأمنية داخل منظومة دول الاتحاد الأوربي وغيرها ، من حيث تمدد الجماعات المتطرفة وتنامي تجارة السلاح والمخدرات بخلاف التهديدات الاقتصادية والديموغرافية بسبب التدفقات الكبيرة للمهاجرين غير الشرعيين.
ولأهمية ملف الهجرة غير الشرعية وتأثيرها المباشر على الامن والسلم الدوليين ، أوكلت مهمة محاربتها الى قوات الدعم السريع بحسب انتشارها الواسع وتجهيزها المتكامل واحترافيتها في تنفيذ مثل تلك المهام الصعبة .
ومنذ توليها أمر مراقبة حدود البلاد البرية مع دول الجوار، حققت قوات الدعم السريع تقدماً كبيراً في مكافحة الهجرة غير الشرعية التي تعد حاضنة للجريمة العابرة والمنظمة، التي تديرها شبكات إجرامية عالمية تعمل في مجالات تجارة المخدرات والأسلحة وغيرها من الجرائم المهددة للأمن الشي الذي ادى الى اختيار الاتحاد الافريقي للسودان مقراً دائماً لمركز العلميات القاري لمحاربة الهجرة غير الشرعية ، بفضل جهود قوات الدعم السريع والأجهزة النظامية الأخرى .
وأثبتت قوات الدعم السريع جدارتها في تأمين الحدود بتحقيقها إنجازات عديدة، في مكافحة الهجرة غير الشرعية، ومكافحة المخدرات، وتحجيم تهريب الذهب والأسلحة والذخائر و ضبط أكبر عصابات الاتجار بالبشر، ومع بدء التكليف شنّت قوات الدعم السريع ، حرباً لا هوادة فيها على تجار البشر أسفرت عن ضبط العشرات من تجار البشر والمئات من المتسللين إلى أوروبا من دول الجوار عبر السودان.
ومثل ضبط قوات الدعم السريع لنحو 154 متسللاً بينهم أجانب وسودانيون في منطقة المثلث في أكتوبر 2018م الحدث الأبرز، واتخذت في مواجهتهم إجراءات قانونية ، وكان قد سبقها ضبط 61 متسللاً أجانب بينهم سودانيون في منطقة (بئر مرقي) بالولاية الشمالية ، وضبط 64 متسللاً أجنبياً بمنطقة الصياح بولاية شمال دارفور و 77 متسللاً بمنطقة كلبس و28 بمنطقة المثلث و15 بمنطقة وادي هور .
وفي تصريح صحفي للناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع العميد جمال جمعة أشار عن تمكن قواتهم من توقيف 138 شخصاً من جنسيات مختلفة في منطقة المثلث على الحدود السودانية الليبية في طريقهم إلى دولة ليبيا ، قال إن منهم 37 أثيوبياً و24 من ليبيا و71 سودانيا و6 تشاديين، لافتاً إلى أنه تم القبض على 33 من أفراد العصابات يستقلون 6 سيارات (في ايت) و8 سيارة تندرا، لافتاً إلى أن هذه العصابة مكونة من 24 ليبياً و9 سودانيين يقومون بتبادل وبيع البشر على الحدود، واستعرض العميد جمال مجهودات قوات الدعم السريع في مكافحة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية منذ العام 2016، لافتاً الى أنه في ذات العام تم إنقاذ 2017 مهاجراً غير شرعي معظمهم من النساء والأطفال، وتوقيف 2500 آخرين كانوا في طريقهم إلى دولة ليبيا ومنها إلى أوروبا ونبه جمال إلى أنه في مارس 2017 تم توقيف 115شخصاً في طريقهم إلى ليبيا ،وذلك غرب مدينة دنقلا يستقلون عربة (زد إس ) و6 عربة لاندكروز ، وفيها تم القبض على 8 من عصابات التهريب، وفي 15 يوليو 2017 تم القبض على مجموعتين من مجموعات تهريب البشر وعددهم 6 سيارات لاندكروزر و 43 شخصاً، في سبتمبر 2017في منطقة المثلث بشمال دارفور تم تحرير 61 شخصاً من جنسيات مختلفة من قبضة تجار البشر وذلك بعد الاشتباك معهم وفيها تم الاستيلاء على 6عربة لاندكرزور مسلحة برشاشات دوشكا، وقرنوف وبعض الأسلحة (البنادق) الخفيفة هناك إجماع على الجهد المقدر لقوات الدعم السريع والقوات النظامية الأخرى، في محاربة الهجرة غير الشرعية وحفظ الأمن في إقليم دارفور ومناطق السودان المختلفة وفي 28ـ6ـ2020تمكنت قوة أمنية مشتركة ( الجيش الدعم السريع والشرطة و المخابرات العامة) بغرب دارفور من القبض على ١٢٢ متفلت متوجهين للعمل كمرتزقة للقتال في ليبيا ،بينهم ٨ أطفال، وبتاريخ 16ـ7ـ2020م تمكنت القوة الأمنية المشتركة (الجيش والدعم السريع والشرطة) المرابطة على الشريط الحدودي مع دولة ليبيا من القاء القبض على (١٦٠) عنصراً متوجهين للعمل كمرتزقة للقتال في ليبيا بينهم أجنبيين.
وعقدت في الخرطوم عدد من الورش التي تناولت مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر والتهريب والتي امتداح فيها مجهودات وانجازات قوات الدعم السريع في مكافحة الهجرة غير الشرعية والجريمة العابرة .
أستاذ العلاقات الدولية ، المحلل د. الرشيد محمد إبراهيم ، أكد على دور القوات المحوري في عملية محاربة الهجرة غير الشرعية وفق منظومة الدولة وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى ، لافتاً إلى أن موضوع الهجرة غير الشرعية أصبح من القضايا المؤرقة للولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي لما تسببه من إشكال أمني لتلك الدول
ولم يستبعد الرشيد وجود علاقة بين انخفاض اعداد المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا وجهود السودان في محاربة الهجرة غير الشرعية، ونبه إلى أن ملف الهجرة غير الشرعية كان حاضراً في الاتفاقات بين (الخرطوم) و (واشنطن) ، مشيرًاإلى ارتباط ملف الهجرة غير الشرعية بملف الإرهاب، وقال : هي علاقة مركبة لأن الهجرة غير الشرعية تمثل حاضنة لجريمة الاتجار بالبشر والإرهاب والتهريب سواء كان مخدرات أو أسلحة من الجرائم العابرة للحدود.