وقيع الله حمودة شطة يكتب في (دلالة المصطلح) .. قوات حفظ أمن دارفور بداية التنفيذ العملي للإتفاقية(1)
من أهم بنود إتفاقية السلام، التي عرفت بسلام (جوبا) والتي وقعت بين الحكومة والحركات المسلحة ( الجبهة الثورية) بند الترتيبات الأمنية، وبند الترتيبات الأمنية يعني عمليات الدمج والتسريح والتأهيل والتدريب للقوات التابعة لهذه الحركات قبيل ضمها ودمجها في القوات المسلحة السودانية في إطار عقيدة قتالية واحدة، ومنهج عمل موحد صادر عن الدستور الوطني، وقانون القوات المسلحة الوطنية، وفقاً لترتيبات إدارية وفنية ومنهجية معينة تتم في أروقة اللجنة العسكرية العليا المشتركة للترتيبات الأمنية، وهي لجنة مختارة بعناية وفق أسس وضوابط فنية وإدارية تعمل معا، لأنجاز مهمتها المحددة وفق القانون، ووثيقة إتفاقية سلام جوبا، الذي وقع بين الطرفين في عاصمة دولة جنوب السودان (جوبا) برعاية منظمة الإيقاد، ومراقبة إقليمية، ودولية تحت إستضافة دولة جنوب السودان الشقيقة. وتتكون اللجنة العسكرية العليا من عسكريين مختصين يمثلون طرفي الحكومة والحركات المسلحة، ظلت تعمل منذ فترة في تناغم وتنسيق منضبط، وقد أنجزت الكثير من مهامها وفقاً لتفويضها، ومن أهم هذه الإنجازات إكتمال الترتيبات والإستعدادات لتخريج الدفعة الأولي من قوات حفظ الأمن والسلام لإقليم دارفور ( الولايات الخمس)، وهو حدث عظيم ومهم تشهده مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وعاصمة حكومة إقليم دارفور بقيادة السيد مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور، وذلك في السابع من شهر يوليو (7/7/2022) القادم، وسوف يشرف هذا الحدث التاريخي الكبير سعادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، رئيس اللجنة العسكرية العليا المشتركة للترتيبات الأمنية وعدد من القيادات العسكرية العليا، وقيادات الدولة، والسفراء وممثلو البعثات الدبلوماسية، إلي جانب بعثة الأمم المتحدة (يونيتامس).
وتعد خطوة تخريج هذه الدفعة الأولي من قوات حفظ الأمن في دارفور، خطوة مهمة وكلمة السر في إتجاه دخول إتفاقية سلام جوبا مراحلها الأهم، من واقع أهمية ووزن بند الترتيبات الأمنية في ضمان تثبيت دعائم الإتفاقية، وتأمينها بشكل دائم، وفي تصريح مهم أكد سعادة العميد الركن محمد المرتضي الشيخ عضو اللجنة العسكرية العليا أن الحكومة تولي هذا الحدث إهتماماً متعاظما، وتسعي بجدية نحو تعزيز الجهود الرامية لإنزال مكتسبات إتفاقية السلام علي الواقع، مؤكداً أن الترتيبات جميعاً قد اكتملت لقيام حفل تخريج الدفعة الأولي في موعده زمانا ومكانا.
ومن مصادرنا، فقد وصل وفد المقدمة من اللجان الفرعية المنبثقة من اللجنة العسكرية العليا المشتركة إلي الفاشر قادمة من الخرطوم، للإنضمام إلي اللجان الفرعية بفاشر السلطان زكريا، بغية الترتيب والتنسيق النهائي إستعداداً للحدث الكبير، كما توالى سفر أعضاء اللجنة الفرعية بالخرطوم منذ يومي الأربعاء والخميس، ليكتمل عقد اللجان بالفاشر قبل يوم السابع من يوليو القادم، وهو الموعد المضروب للإحتفال بالحدث بتشريف قيادة الحكومة الإنتقالية الإتحادية والإقليمية.
وتأتي هذه الخطوة المهمة في هذا الوقت المهم، وفي المكان المهم لتقطع الطريق أمام حملة التشكيك في مصداقية الحكومة، والشائعات حول إنهيار إتفاقية سلام جوبا عبر بند الترتيبات الأمنية، حيث يمثل بند عمليات الدمج والتسريح والإستيعاب والتدريب والتأهيل للقوات القادمة عبر مشروع السلام معضلة حقيقية، لتعقيدات الوضع الفني والإداري، وعامل الكفاءة والقدرات والتباين بين هذه القوات، والصورة الذهنية السالبة حولها، مما مثل مثار جدل واسع في أوساط الرأي العام، وبهذا الإعلان المهم تكون اللجنة العسكرية العليا المشتركة قد وضعت العربة أمام الحصان، وقطعت الشك باليقين، وخطت خطوات عملية نحو استدامة السلام، وتنزيل الإتفاقية في أرض الواقع، لينعم الإقليم وتنعم معه البلاد بأسرها بنعمة السلام والإستقرار في إطار وطن قومي موحد وناهض، وبالله التوفيق.