طارق شريف يكتب في (على مسؤوليتي) ..ماوراء الشائعات في البنك المركزي
قبل فترة سرت شائعة وانتشرت كانتشار النار في الهشيم عن استقالة محافظ بنك السودان وتم تصوير الاستقالة بطريقة درامية وجاء انها قدمت في اجتماع جمع المحافظ بوزير المالية وأن جنقول قذف باستقالته لجبريل في الطاولة وغادر الاجتماع إلى منزله!
في وقت إطلاق الشائعة كان جنقول في مكتبه يواصل عمله كالمعتاد ، وقرأ إشاعة الاستقالة في الوسائط وتعامل معها بهدوئه واتزانه المعروف .
قبل شائعة استقالة المحافظ كانت هناك اشاعات بالكوم وكلها تدور حول سياسات البنك المركزي في خلق الاستقرار في سعر الصرف
يبدو أن السياسات التى انتهجها البنك المركزي واسهمت في استقرار سوق العملات الحرة اقلقت مضاجع مافيا الدولار ! ولشهور ينجح البنك المركزي في خلق استقرار الجنيه السوداني بعد فترة من الارتفاع الحاد.
بالتأكيد أن ما تم من انجاز لم يكن وليد صدفة بل نتيجة لجهود مضنية من قيادة بنك السودان والممسكين بالملف .
ولم تعد الاعيب مافيا الدولار عن اشاعات بخصوص احتياطي البنك المركزي من العملات والاشاعات التى تستهدف السياسات تجدي في عودة الدولار للصعود وهذا حلم تجار العملة ومن يقف ورائهم من المافيا التى هدت حيل الاقتصاد .
انتقلت المافيا الى الخطة ( ب ) وهي ضرب القيادات التى أسهمت في هذه النجاحات وفي الأيام الماضية طالعنا حملة مغرضة تستهدف نائب محافظ بنك السودان الأستاذ صلاح الشيخ ،
ومن ضمن ما جاء في الحملة الاعلامية أن ثمة خلاف بين صلاح الشيخ ومحافظ بنك السودان الأستاذ حسين جنقول وطبعا هذا محض افتراء والعلاقة بين جنقول وصلاح الشيخ عمرها ٤٠ عاما عشره مهنية وانسانية تتسم بالتفاهم والتجانس والعلاقة بينهما الان في احسن حال ولاتوجد ولا ذرة من الخلافات .
اما محاولة إلصاق تهم بانتماء صلاح الشيخ الى تيار سياسي معين فهذا أمر يوضح غباء مروج الشائعة لان القاصي والداني يعلم أن صلاح الشيخ مهني قح ولا علاقة له بالسياسة وهو ترقي بصورة طبيعية في البنك المركزي واجتاز كل الخطوات الممكنة التى اهلته ليصبح نائب محافظ مع درجة الشرف.
صلاح الشيخ من الكفاءات التى يشار لها بالبنان في البنك المركزي وهو يتميز بمهنية عالية وسيرة ذاتية متميزة وتأهيل عالي وهو صاحب مواقف سجلها التاريخ والكل يذكر الاستقالة التى قدمها لرئيس الوزراء السابق حمدوك والتى كانت قطعة أدبية تضج بالشجاعة والجسارة والنبل وقد احتج على فصل زملائه من كفاءات البنك المركزي ولم يعد الى موقعه إلا بعد عودة زملائه من الكفاءات في البنك المركزي وكان ذلك من أبرز شروطه للعودة للعمل .
صلاح الشيخ ازهد الناس في المناصب اذا تعارضت مع مواقفه ومبادئه هو رجل نادر على طريقته .
الحرب على البنك المركزي لن تتوقف لان هناك مصالح تضررت من سياسات بنك السودان الراشدة التى أسهمت في خلق استقرار في سوق العملات الاجنبية ولكن هذه الاشاعات سوف تتكسر مع عزيمة الرجال .