الإنشقاقات تهدد حزب المؤتمر السوداني
كشفت مصادر مطلعة عن ظهور بوادر إنشقاقات داخل المؤتمر السوداني يقودها رئيس شؤون مجلس الوزراء السابق خالد عمر يوسف، وعدد من القيادات الوسيطة في الحزب. وبحسب المصادر فإن نواة إختلاف برزت إلى السطح بين خالد عمر يوسف ورئيس الحزب عمر الدقير منذ إجراءات 25 أكتوبر. وأكد المصادر أن خالد عمر يوسف وجه إنتقاداً لأداء الحزب، وقال إن عمر الدقير يشكل عائقاً لمستقبل الحزب السياسي. ودعا خالد قيادات بالمؤتمر السوداني لوضع خارطة برامجية لقيادة الحزب. وهدد خالد عمر الشهير بـ (سلك) بأنه إن لم تتم هيكلة التنظيم، فإنه سينشق منهم. وحذر من الخطوات التي يقوم بها إبراهيم الشيخ لإقصائه.
وإنتشرت في وسائل التواصل الإجتماعي وثيقة حوت طلباً من حزب البعث العربي الإشتراكي لأعضاء المجلس المركزي للحرية والتغيير، من أجل النظر في موضوع طرد خالد عمر يوسف من المجلس، ومن حزب المؤتمر السوداني، وذلك بعد توجيه عدة إتهامات له. وسببت الجهات الداعية للطرد لعدم تماشي خالد مع مبادئ المجلس وقيمه، حيث إتهمته أطراف بعدم الرجوع إلي باقي الأعضاء أثناء إدلاءه بتصريحات بإسم المجلس ضد المكون العسكري، وإعتبروا هذا محاولة لزعزعة النظام داخل المجلس وإثارة الخلافات والصراعات بصفة متعمدة ولأهداف غير واضحة. وطالت الإتهامات مجموعة داخل الحرية والتغيير والمؤتمر السوداني بمساندة خالد في خطوة الإنشقاق.
وأكدت المصادر وجود أحاديث كثيرة حول علاقة عمر الدقير وخالد عمر يوسف برئيس جهاز الأمن والمخابرات السابق صلاح قوش، وتنفيذهم لبعض المهام لتوجيه المؤتمر السوداني في مسار معين. وأشارت المصادر إلى بعض المواقف التي حدثت إبان مؤتمرات أقامها الحزب ووضح فيها الخلاف بصورة جلية، مما أجبر إبراهيم الشيخ على التنحي عن رئاسة الحزب لصالح عمر الدقير الذي حظي بدعم وإسناد صلاح قوش في فترة من الفترات، وكان يتم إعتقاله بغرض التمويه، ويتم خلال فترة الإعتقال التشاور والإتفاق على مهام محددة، ثم يتم إطلاق سراحه. كما تم إتهام خالد (سلك) بالتورط في تكوين علاقات وطيدة وسرية مع أعضاء من النظام السابق، وهو ما يتنافي ويتعارض مع مبادئ المجلس المركزي للحرية والتغيير.
وأكد خبراء ومحللون سياسيون أن الخلافات والإنشقاقات ضربت معظم الكيانات داخل قوى إعلان الحرية والتغيير، لأنه كيان هش إمتلأت دواخله بالإتهامات المتبادلة والتحالفات المشبوهة مع منظمات ودوائر غربية. وقال الخبراء أن الإنشقاقات لا تهدد المؤتمر السوداني وحدة، بل ستطول معظم الأحزاب المعارضة، التي فقدت تأييد الشارع السوداني والدعم الدولي، وإكتشف الجميع بأنها أحزاب بلا خطط أو رؤية ترسم مستقبل السودان المشرق، وأن كثير منها يعمل لأجل مصالح وأهواء شخصية لا هم لهم سوى الحكم والجلوس على الكراسي الوثيرة، ولا يعنيهم إن كان ذلك بإرادة الشعب أو سرقة الثورات أو المتاجرة بأرواح ودماء الشهداء.