لواء شرطة م عثمان صديق البدوي يكتب فر ( قيد في الأحوال ) .. مبادرات الشيوخ.. والخيار والفقّوس!!
في مارس 2020 عرض الشيخ الياقوت مبادرة على الأطياف السياسية في السودان، ورحبت الحكومة الانتقالية والاحزاب والقوى السياسية والحركات المسلحة ومنظمات المجتمع المدني بها لوحدة الصف الوطني والسلم المجتمعي، وقد تم تدشينها رسمياً بقاعة الصداقة . وأعلن خلال التدشين كل من محمد الفكي سليمان عضو مجلس السيادة وعمر ماينيس وزير رئاسة مجلس الوزراء والدكتورة مريم الصادق القيادية بقوى الحرية والتغيير ترحيبهم بالمبادرة . كما رحب أيضاً قادة الحركات المسلحة ، عبدالواحد النور رئيس حركة تحرير السودان، والدكتور جبريل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة، والدكتور الهادي ادريس رئيس الجبهة الثورية بالمبادرة خلال مشاركتهم تدشين المبادرة عبر الهاتف بقاعة الصداقة .
وفي مايو 2020 ، أفادت وكالة الأنباء سونا أن رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك تسلّم مبادرة الشيخ عبد الله أزرق طيبة لإكمال عملية السلام بالبلاد، جاء ذلك لدي لقائه بمكتبه بمجلس الوزراء وفد الشيخ عبد الله أزرق طيبة برئاسة نجله الشيخ عبد الله.
وقبل أيام ظهرت في الأفق مبادرة جديدة إنطلقت من أم ضواً بان أطلقها الشيخ الطيب ود بدر ، الذي درس الشريعة الإسلامية في كلية غردون عام 1955، وتخرّج في العام 1959، وتم تعيينه في السلك القضائي، وتدرّج حتى صار قاضياً بالمحكمة العليا، وفي أثناء ذلك تمت إعارته للعمل في دولة قطر لمدة خمس سنوات، وبعد عودته واصل عمله قاضياً في المحكمة العليا، وحتى سن التقاعد. ظهر هذا الرجل في الفترة الإنتقالية بموقفين، الأول مناهضته للتطبيع مع إسرائيل، بعد لقاء البرهان برئيس وزراء إسرائيل في كمبالا 2020 ، وتعهّد بمقاومة هذه الخطوة، وفي الموقف الثاني، معارضته بقوة لتغيير المناهج الدراسية خلال أولى أيام الفترة الإنتقالية
أعلن الرجل مبادرته والتي من أهم مرتكزاتها الدعوة لمائدة مستديرة حُدِّد لها يومي 13 و 14 من أغسطس الجاري، يجتمع فيها ممثلون من كل أهل السودان بدون عزل لأي طرف ، وبعيداً عن أي تدخل أجنبى، ليتم التوافق على رؤية لإدارة ما تبقّى من الفترة الإنتقالية عبر حكومة كفاءات وطنية مستقلة غير حزبية ، تركِّز على الأمور المعيشية والأمن وبسط القانون والعدالة، وصولاً لانتخابات خلال 28 شهر ، يختار فيها الشعب قيادته . وفي المقابل رحّبت عدد من القوى السياسية بالمبادرة من بينها الإتحادي الديمقراطي الأصل والمؤتمر الشعبي، وتحالف الحراك الوطني بقيادة التيجاني السيسي، وحزب الأمة برئاسة مبارك الفاضل، وأحزاب أخرى، وكل قيادات الحركات المسلحة ، كما انضم للمبادرة نُظار القبائل وبعض مشايخ الطرق الصوفية وممثلون من النساء والشباب والمهنيين .
وما أن لاحت هذه المبادرة، وبان ضوؤها من أم ضواً بان ، حتى صنّفتها أحزاب اليسار بأنها يمينية تقف خلفها الحركة الإسلامية.
كل هذا الشد والجذب عن الآراء حول هذه المبادرة من كُتّاب اليمين واليسار … إلا أنّ هناك صوت الأغلبية الصامتة.. الشعب السوداني.. ذلك الذي ظل في صمتٍ مريب منذ خروجه لتأييد ثورة ديسمبر في تلك الأيام المشهودة!! .. ومن وقتها لم يُر له خروج في الشارع ولا صوت.. وطيلة هذه الثلاث سنوات كانت الإحتجاجات تمثلها فئات عمرية محددة ، كلها من الشباب ،وبالطبع ليس كل الشباب ، وانعدام أعمار الرجال والنساء فوق الأربعين .
والوضع في السودان في العد التنازلي ، تردي في الإقتصاد والأمن، وفراغ سياسى ودستوري وحكومي !.
فيا تُري سيظل هذا الشعب ، مفجِّر ثورات أكتوبر وأبريل وديسمبر صامت “مصدوم”.. “مهَجوم” ؟!!! ، وينظر لهذا الصراع الذي أقعد كل مفاصل الدولة ؟!… وشدّاها من حدودها الغربية والشرقية ، ومن الوسط.. قلب العاصمة الخرطوم …وآخرها لاح في الأفق .. صراع بين اليمين واليسار … أم أنّ للحليم غضبة ؟!
لواء شرطة م
عثمان صديق البدوي
8أغسطس 2022