خبراء: فشل توافق القوى السياسية يعجل بتشكيل الحكومة
يترقب السودانيون إعلان تشكيل الحكومة الجديدة لإدارة شؤون البلاد في ما تبقى من عمر الفترة الإنتقالية. وتأتي توقعات قرب التشكيل، بعد فشل القوى السياسية في التوافق على رؤية موحدة بعد إنسحاب المكون العسكري من حوار الآلية الثلاثية لترك المجال للمدنيين للإتفاق فيما بينهم.
وأعلن رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان خلال مؤتمر السيسا بالخرطوم أمس، أن البلاد تستشرف مرحلة جديدة يتطلع فيها الشعب السوداني بشغف إلى توافق وطني شامل، تشارك فيه كل القوى السياسية والمجتمعية والشبابية، للإسهام في تشكيل حكومة مدنية كاملة، تتولى إستكمال مسيرة المرحلة الإنتقالية والترتيب لإجراء إنتخابات حرة ونزيهة تحقق تطلعات وآمال السودانيين.
وبشأن سير عملية التحول الديمقراطي بالبلاد، أكد البرهان في لقاء سابق مع سفيرة فرنسا بالخرطوم رجاء ربيعة، حرصه على إكمال عملية التحول الديمقراطي بالبلاد، وصولاً إلى إنتخابات حرة ونزيهة. وجدد البرهان، موقف القوات المسلحة بعدم رغبتها في التمسك بالسلطة، مضيفاً بأنهم ظلوا قرابة عشرة أشهر في إنتظار توافق القوى السياسية.
وكان نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو قد دعا كل الوطنيين الشرفاء من قوى سياسية وثورية ومجتمعية للتكاتف والإنتباه للمخاطر التي تواجه البلاد، والوصول لحلول سياسية عاجلة وناجعة لأزمات الوطن الحالية، مشيراً إلى أنه قد حان وقت تحكيم صوت العقل، ونبذ كل أشكال الصراع غير المجدي، والذي لن يربح فيه أحد غير أعداء هذا الوطن ومن يتربصون به شراً.
في المقابل أعلنت قوى الحرية والتغيير مجموعة التوافق الوطني، شروعها في إعداد إعلان دستوري وبرنامج لحكومة إنتقالية. وقال رئيس هيئة الإتصال السياسي بمجموعة التوافق الوطني، مني أركو مناوي، إنهم قرروا تكوين لجان تضع مسودات للإعلان السياسي والدستوري، ولجنة لوضع برنامج الحكومة في الفترة الإنتقالية.
من جانبه توقع الخبير والمحلل السياسي محمد سعيد أن تأتي مبادرة الشيخ الطيب الجد، ومؤتمر المائدة المستديرة بنتائج مثمرة تقود إلى التوافق المنشود، برغم الأصوات الرافضة للمبادرة. وأضاف محمد أن بعض القوى تبحث عن الدعم الدولي، وتنادي بتدخل الأجانب لحل الأزمة السياسية، ولكن الإلتفاف حول مبادرة الشيخ الطيب الجد أثبت أن الحل السوداني هو الأنجع والأنجح، لأنه يخلو من الأجندة والمطامع والمؤامرات والإقصاء.
وأكد خبراء ومحللون سياسيون أن فشل توافق القوى السياسية، سيعجل بتشكيل الحكومة، لأن المكون العسكري لن يقف متفرجاً على البلاد وهي تضيع بسبب تباين الرؤى والتشاكس. وقال الخبراء أن بعض مكونات القوى المدنية أدمنت الخلافات لأن بعضها يحمل أفكاراً مشبوهة لا تريد للسودان الأمن والإستقرار. مشيرين إلى إخفاق كثير منهم خلال السنوات الماضية عندما تسلموا مقاليد الحكم في البلاد، ودخلوا في صراعات بينهم لأجل تحقيق مصالح حزبية وأطماع ذاتية ضيقة.