*الصحافة الرقمية بقلم مهندس اسماعيل بابكر
هي الصحافة التي تنشأ من شبكة الإنترنت. وتوفر الإبداعات التقنية التي سمحت في الماضي بالتوزيع المجمع للأخبار والمعلومات على عدد كبير من الجماهير نفس تلك السلطة للأفراد. وتخلق الصحافة الرقمية أفقًا إعلاميا جديدا من خلال تقنيات تقلل الحواجز المفروضة على دخول شبكات الحاسوب بالإضافة إلى أنواع الكتابة الحديثة مثل المدونات وقد أصبح الأفراد والمنظمات الأساسية الذين تحرروا من ضرورة تقديم استثمارات ضخمة من أجل التوزيع ومعدات الإنتاج روادًا في العديد من الأنماط والممارسات الصحفية الجديدة وقاموا بخلق أشكال تواصلية جديدة مثل يوتيوب ومواقع الويب المحلية المعتمدة على المواقع الجغرافية.
تسمح الصحافة الرقمية بالتواصل والتناقش على مستويات لا توفرها الصحافة المطبوعة بمفردها. فيمكن للأشخاص التعليق على المقالات والبدء في عمل لوحات النقاش من أجل مناقشة المقالات وقبل ظهور شبكة الإنترنت كان من المستحيل إجراء نقاشات فورية بين القراء الذين لم يلتقوا مع بعضهم البعض من قبل وتعد عملية مناقشة الأخبار جزءًا كبيرًا مما يميز الصحافة الرقمية. ويقوم الأشخاص بالإضافة إلى الخبر الصحفي والتواصل مع الأشخاص الآخرين الذين يرغبون في مناقشة الموضوع.
وتقوم الصحافة الرقمية بتوفير الفرصة للجماهير المتخصصة مما يسمح للأشخاص بالمزيد من الخيارات فيما يتعلق بما يتم عرضه وقراءته.
وتفتح الصحافة الرقمية طرقًا جديدة أمام نشر الأخبار فمن خلال المكونات الفنية للوسائط الجديدة يمكن أن يوفر الصحفيون العاملون في مجال الصحافة الرقمية مجموعة متنوعة من الوسائط، مثل الصوت والفيديو والتصوير الرقمي.
وتمثل الصحافة الرقمية ثورة لكيفية استعراض المجتمع للأخبار. فيمكن للمصادر المتاحة عبر الإنترنت توفير تقارير سريعة وفعالة ودقيقة للأخبار العاجلة خلال ثوان مما يوفر للمجتمع نظرة على الأحداث بمجرد وقوعها. وأثناء تطوير الحدث يمكن للصحفيين توفير المعلومات للمصادر المتاحة عبر الإنترنت مما يساعد على إبقاء القراء على اطلاع على أحدث المعلومات في خلال ثوان قليلة ويمكن أن تؤثر السرعة التي يمكن نشر الخبر بها على دقة التقارير بطريقة لا تحدث في الغالب في الصحافة المطبوعة فقبل ظهور الصحافة الرقمية كانت عملية الطباعة تحتاج إلى قدر أكبر من الوقت، مما يسمح باكتشاف الأخطاء وتصحيحها.
ويجب أن يكون مستعرضو الأخبار على دراية بشبكة الويب ويجب أن يستخدموا التفكير النقدي لتقييم مدى مصداقية المصادر. ونظرًا لأنه من الممكن لأي شخص كتابة المقالات ونشرها على شبكة الإنترنت فإن تعريف الصحافة آخذ في التغير. ونظرًا لتزايد درجة سهولة تأثير الشخص المتوسط في عالم الأخبار من خلال أدوات مثل المدونات وحتى التعليقات على الأخبار المتاحة على المواقع الإخبارية يصبح من الصعوبة بمكان التدقيق في القدر الكبير من المعلومات الواردة من مجالات الصحافة الرقمية
وهناك ميزات ضخمة فيما يتعلق بالصحافة الرقمية وثورة التدوين الحديثة بدأ الناس في التعود عليها إلا أنه توجد عيوب لها كذلك. فعلى سبيل المثال، اعتاد الناس على ما يعرفونه بالفعل ولا يمكنهم التأقلم في الغالب بسرعة مع التقنيات الجديدة التي تتاح في القرن الحادي والعشرين. إن أهداف الصحافة المطبوعة والرقمية واحدة، رغم حاجتهما إلى أدوات مختلفة من أجل العمل.
والتفاعل بين الكاتب والعميل أمر جديد ويمكن أن يعزى إلى الصحافة الرقمية وهناك العديد من الطرق للحصول على الأفكار الشخصية على شبكة الويب. وهناك بعض العيوب المتعلقة بذلك، ومع ذلك، فإن العيب الرئيسي يتمثل في المعلومات الواقعية. وهناك حاجة ملحة للدقة في الصحافة الرقمية، وإلى أن يتم الوصول إلى طريقة للتحقق من دقة الصحافة، سوف تتعرض لبعض النقد.
وتعد المصداقية من بين النزاعات الرئيسية التي تتعلق بمواقع الويب الإخبارية المتاحة عبر الإنترنت تلك. وتقارن دراسة حول مصداقية الصحافة الرقمية يتم تنفيذها من خلال جمعية الأخبار عبر الإنترنت تصنيفات المصداقية العامة عبر الإنترنت مع تقييمات مصداقية المستجيبين للوسائط الفعلية. ومن خلال الاطلاع على مجموعة متنوعة من مصادر الوسائط عبر الإنترنت، وجدت الدراسة أن العامة بصفة إجمالية ينظرون إلى وسائل الإعلام عبر الإنترنت على أنها أكثر مصداقية مما عليه واقع الأمر
وتظهر تأثيرات الصحافة الرقمية جلية في مختلف أرجاء العالم. فقد دفع هذا الشكل من أشكال الصحافة الصحفيين إلى إصلاح أنفسهم والتطور. وقد شعر الصحفيون القدماء الذين لا يمتلكون الحصافة التقنية بالقوة المؤثرة لذلك. ففي الشهور الأخيرة، تم إخراج عدد من الصحفين الكبار من الدائرة، وتم جلب الصحفيين الشباب، بسبب تكلفتهم الأقل وقدرتهم على العمل في إطار الإعدادات التقنية الأكثر تقدمًا.