مقالات

قراءة متأنية لِما بين سطور كلِمات الجنرال “حميدتي” في المؤتمر الصحفي!بعد عودته من دارفور

ببقلم : فاطمة لقاوة

.
منذ صباح الأربعاء الماضي،١٠أغسطس/٢٠٢٢،إمتلأت باحة مطار الخرطوم بحشود شعبية عفوية من كافة فئات المجتمع ،وعيونهم مشرئبه نحو مدرجات مطار الخرطوم ينتظرون مَقدم فارسهم رجل الحوبات الفريق أول محمد حمدان دقلو ،نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع .
حطت طائرته بعد صلاة الظَهر وقد طل علينا القائد الهَمام وسط هُتافات أهل السودان كافة شيبهم وشبابهم وأطفالهم ونساءهم،بمختلف سحناتهم وألوانهم وألسنتهم ،والنساء قد ملأن الفضاء بالزغاريد ،وكان إستقبال بطل عاد إلى أهله ومُحبيه بعد أن أنجز جزاء كبيراً من المهام التي ذهب من أجلها الى الجنينة عاصمة دار إندوكا ،و إستفتاءاً حقيقياً يبين للنُخب أن المواطن السوداني أصبح صانع للأحداث مؤمن بالقيادة الفاعلة والمتفاعلة معه غير مُكترث بفلسفة الأفندية أصحاب الكِرفتات الذين يجيدون الحديث دون أفعال واضحة تصب في مصلحة الوطن والمواطن .
ترجل الجنرال حميدتي من سلم الطائرة وغاب عن حراسته وسط الجموع المحيطة به والتي تبادل معهم التحايا وطافهم جميعاَ بتواضع وحُب متبادل بين القائد وشعبه! وبساطة سجية لا ولم ولن نعهدها من قبل.
دلف جميع الصحفيين والإعلاميين إلى صالة المطار منتظرين المؤتمر الصحفي الذي أُعلن عنه وقدمت الدعوة مفتوحة إلى جميع أهل الإعلام والصحافة.
تحدث القائد حميدتي شاكراً الجميع على حًسن الإستقبال ،مبتدر حديثه عن أهداف زيارته الى الجنينة ،والتي حصرها في الآتي:
☆الوقوف على أحداث في دارفور.
☆فرض هيبة الدولة وسيادة خُكم القانون.
وقد قال الجنرال:أنهم قد أنجزوا عدد 《٤》مصالحات نهائية ،بين بعض الأطراف القبلية المتصارعة في دارفور،وتم توقيع مذكرة وقف العدائيات بين العرب والمساليت ،وقد إستبشر خيراً بأن السودان سيتعافى من الجنينة،قاطعاً بأنهم سيعودوا إلى الجنينة ،من أجل متابعة الملفات من وقتٍ إلى آخر.
ثم أردف القائد حميدتي متحدثا عن معضلة النزوح ومشاكل الأراضي والحواكير وسعيهم إلى وضع الحلول الناجعة والحاسمة ،موضحاً عقدهم لعدد من اللقاءات مع غالبية مكونات المنطقة من أجل طي صفحة الحرب،مبيناً أن الزيارة شملت كل من ولاية غرب دارفور ووسط دارفور ،منوهاً على أن توفير الخدمات الضرورية أمر مُلحِاً مقابل الرجوع الطوعي للمواطنين.
وقد عقد الجنرال حميدتي جلسات متعددة مع كيان أمة الفور”السيسي فضل السيسي” للتفاكر حول كيفية دحر المخطط الخبيث الذي يستهدف فض النسيج الإجتماعي بين مكونات دارفور وإغراقها في نزيف الدم مرة آخرى ،وأمن الجميع على تشكيل لجان من كافة الأطراف من أجل التبشير بالسلام ونبذ الإقتتال بين الناس في دارفور ،واتخاذ خطوات إستباقية تدعوا الجميع إلى عدم الخلط بين الأحداث.
وقد قال :أن الحكومة السودانية أصدرت عدد من القرارات ،وتم نشر قوات مشتركة في كل مناطق النزاعات،ووضع خطة مُحكمة من لجنة أمن الولاية،وهي ما زالت تحت الدراسة ،والخطة هذة تُشجع الولاة على تأمين الولايات.
وذكر الجنرال حميدتي :أن النازحين واللاجئين جميعهم أبدوا إستعدادهم للرجوع إلى مناطقهم ،إذا توفرت لهم إمكانيات الإستقرار وتوفير الخدمات.
وقد تحدث القائد حميدتي عن ما يُشاع عن المستوطنين ،كما يزعم البعض ويتباكى!!وقد ذكر القائد بكل شفافية بأن الإستيطان في منطقة واحدة فقط -منطقة كاباك ام كابات “لم أسمع لفظ الكلمة جيدا”- وطالب بتأمين العودة الطوعية للجميع وتشجيعهم عليها.
وعرج الجنرال في حديثه عن زيارة دولة تشاد الشقيقة،والهدف منها :مناقشة أمر الحدود ،متأسفاً على الحادث الذي إستشهد فيه مواطنين سودانيين بسبب هجوم المتفلتين في الحدود بيم تشاد والسودان ،داعياً الى تحكيم صوت العقل.
طالباً من المنظمات جميعاُ العمل في مجال تأهية الظروف للعودة الطوعية.
قدم الجنرال حميدتي صوت الشكر إلى دولة الأمارات العربية المتحدة حكومة وشعبا ،على ما قدموه من دعم لدلرفور ،وشكر الجنرال لجان السلم والمصالحات ،الذين انجزوا الصلح النهائي بين الرزيقات والمسيرية في جبل مون،رغم وجود الأيادي الخبيثة.
وقد قدم الجنرال حميدتي صوت الشكر الى أهل الرياضية ،واعداً بالعودة إلى دارفور قريبا من أجل تكملة الملفات العالقة ،موضحاً :أن الصراعات موسمية في رحلات الرعاة(ذهاباً ورجوعا)،متحدثاُ بمرارة عن أن الرعاة منسيين تماماً ،داعياً إلى ضرورة الإهتمام بالثروة الحيوانية.
أجاب الجنرال حميدتي بكل شفافية وشجاعة آدبية !على أسئلة الصحفيين والإعلاميين ،وجميعها كانت تدور حول الراهن السياسي ومبادرة أهل السودان ومآلات الوضع اذا لم يتوافق الجميع.
تصريحات الجنرال حميدتي وإجابته على الأسئلة المطروحة بكل شفافية ، تنم على ذكاء الرجل وذهنيته الحاضرة وحمل هم الوطن والإجتهاد من أجل إنجاز ما يمكن انجازه ،وعلى النخب السياسية السودانية إعادة النظر كرتين حول تصريحات الجنرال حميدتي وتصريحاته.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى