في عيد القوات المسلحة .. دعوات للتفويض وصولاً للإنتخابات
شهد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ونائب رئيس مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، وأعضاء مجلس السيادة مالك عقار والهادي إدريس والطاهر أبوبكر حجر، وقادة الأجهزة والقوات النظامية من الشرطة وجهاز المخابرات الوطني، بمدينة شندي في ولاية نهر النيل، الإحتفال بالعيد الوطني 68 للقوات المسلحة.
وأكد قائد القوات البرية ورئيس اللجنة العليا للعيد الوطني الفريق عصام كرار جاهزية القوات المسلحة للإحتفال بالعيد الوطني بكل ولايات السودان. وقال أن العيد الوطني يجىء تحت شعار: (الوطن في حمانا وشعبنا حادي المسير)، ويشتمل الإحتفال على العديد من البرامج الثقافية والرياضية وطوابير السير وبرامج أخرى صحية، بعدد من الولايات وليالي حماسية. وتمنى عصام أن يعم السلام والأمان والإستقرار في كافة ربوع الوطن، وترحم على أرواح شهداء القوات المسلحة والوطن.
وتزامناً مع العيد إنطلقت دعوات من قوى سياسية لتفويض القوات المسلحة بتشكيل حكومة لإدارة ما تبقى من عمر الفترة الإنتقالية. في وقت دعت فيه قوى سياسية أخرى إلى التوافق والإستعداد للإنتخابات التي يعتبرونها المخرج الوحيد للأزمة السياسية في السودان، والتي تحقق التحول الديمقراطي المنشود.
وشدد رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي على ضرورة العمل لمنع أي فتنة بين الشعب والجيش، حتى لا تخرج الأوضاع عن السيطرة. وإنتقد مبارك خلال مخاطبته لمؤتمر المائدة المستديرة بقاعة الصداقة عدم رغبة بعض الجهات الذهاب إلى إنتخابات حرة ونزيهة لأنها تخشى الإنتخابات، بحكم عدم وجود قاعدة تمكنها من الفوز بها.
من جانبه قال رئيس تحالف نهضة السودان د. التجاني سيسي إن السودان يواجه تحديات، وهو في مفترق طرق (أن يكون أو لا يكون). منبهاً إلى ضرورة العبور بهذه الفترة الإنتقالية، وصولاً إلى إنتخابات حرة ونزيهة. وأكد سيسي أن السودان يواجه إنقسامات حادة سياسية ومجتمعية وجهوية، بجانب تحديات خارجية وتدخلات كثيرة، مبينا ان الوطن اليوم ينادي أبناءه من أجل الوصول إلى توافق حول حل الأزمة السياسية، التي لا تتم إلا بأيدي أبناء الوطن أنفسهم.
وأكد الخبير والمحلل السياسي عصام حسن، أن المكون العسكري هم صمام أمان السودان، وهم حماة البلاد من التشتت والإنقسام. وقال عصام أن دعوات التفويض جاءت بعد أن شهدت البلاد أسوأ الأوضاع بسبب الإنقسام الحاد وسط القوى السياسية المدنية، والصراعات والأطماع الشخصية والتدخلات الغربية في الشأن السوداني، مما يحتم ضرورة التحرك لإبعاد البلاد من خطر التفكك والضياع.
وقال عصام أن دعوات التفويض منطقية، بحكم ما نشاهده الآن من إنفلاتات على مختلف الأصعدة، بينما القوى المدنية منشغلة بتصفية حساباتها مع بعضها البعض، ولا تأبه لما يحدق بالوطن من مخاطر. ونبه عصام إلى تزايد المخاطر بإزدياد الأطماع الغربية، لإعتقادهم بأن السودان وصل إلى مرحلة الهشاشة التي ستسهل من إلتهامه، لذلك لا بد من تحرك عاجل، لقطع الطريق أمام مؤامرات الخارج والداخل، للمحافظة على أمن وسلام وإستقرار الوطن.