السيول والامطار تكشف زيف الاحزاب السياسية
استهجن عدد من الخبراء والسياسيين مواقف الاحزاب السياسية من كارثة السيول والامطار التي اجتاجت البلاد مؤخرا وغياب المبادرات والدعم من الاحزاب تجاه المتاثرين من السيول والامطار وفي ذات الوقت تنشط بعض الاحزاب للاستفادة سياسيا من الازمة
ويعتبر المحلل السياسي الطيب ضوينا احجام الاحزاب السياسية من تقديم الدعم لضحايا السيول والامطار جريمة في حق الوطن والمواطن ويقول ان الاحزاب السياسية تفتقد للرؤية الوطنية عندما حاولت الاستثمار في الماساة بواعي خلق الفتنة بين ابناء الوطن الواحد محمولة علي مرارات ذاتية ضيقة جعلت من ازمة السيول والامطار مسرحا للمواجهة ، واشار ضوينا الي ان هذه الاحزاب تركض نحو اصوات الناخبين وترفض ان تمنحهم ادنى اهتمام في لحظة الحوجة الحقيقية ، واشار الي ان البيانات التي تصدر من الاحزاب لا تمنح المواطن مأوى او لقمة او جرعة ماء، وان بعضها يتبارى في لوم الحكومة او اتهامها بالانحياز الي منطقة معينة بمثل ما يثار عن اهتمام الحكومة بولاية نهر النيل واهمال ولاية الجزيرة ، وبل ذهب بعضها لاطلاق خطابات عنصرية وتحريضية ضد الدولة
ويشير الباحث الاجتماعي حسن الطيب الي معاناة المواطنين المتكررة من السيول والامطار في السنوات الاخيرة وهذا ما يتطلب حلولا جذرية تقوم علي تجاوز السلبيات ضرورة الاهتمام الوطني بايواء المتضررين باعتباره واجب المجتمع السوداني بكل الوان الطيف ، واستهجن الطيب موقف الاحزاب السياسية من الازمة الانسانية التي يواجهها الوطن والاكتفاء بعبارات المواساة دون تسخير الامكانيات المادية والعينية للمتضررين ، مشيرا الي ان هذه الاحزاب تترك المواطنين يواجهون الموت غرقا لتخوض صراعات انصرافية وتنشط في اقامة الورش والسمنارات والتخطيط للتظاهر بعيدا عن اوجاع الوطن والمواطن، واضاف حسن الطيب بان كل دول العالم تتماسك جبهاتها الداخلية في مواجهة المحن والكوارث الطبيعية وتصبح اكثر تماسكا من اجل تجاوز الازمة ، وهذا خلاف ما يحدث في السودان حيث نجد هناك من يريد الاستفادة والتكسب من الازمة سياسيا واظهار الحكومة في موقف الضعف والعجز ، ورغم ان الدولة رغم الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد سيرت القوافل الاغاثية للمتضررين في الوقت الذي تنبري منابر حزبية للطعن في حيادية ومصداقية الحكومة في التعامل مع مواطنيها .
ويتفق المحلل السياسي محمد السناري لضعف دور الاحزاب السياسية تجاه ازمات البلاد والتعامل معها كسباق للتكسب الحزبي ويضيف بان واقع البلاد يحتاج علي التفاف الجميع علي الثوابت الوطنية التي تقوم علي حفظ النسيج الاجتماعي بعيدا عن المشاكسات السياسية وخاصة ما يتعلق بالقضايا القومية ، ويضيف السناري الي ان العالم اليوم بات يواجه العديد من الكوارث الطبيعية والاقتصادية التي يجب ان تتحد بها العواطف الانسانية الداعية الي التوافق للخروج من الازمات بدلا عن التكسب الرخيص من الازمات ، واضاف بان المواطن يتعلم دروسا من مثل هذه الاحزاب التي ترقص علي جثة الوطن