لواء شرطة م عثمان صديق البدوي يكتب في (قيد في الأحوال) .. المواطن السوداني.. في “الحالتين هو ضايِع”!!
صدر قانون الإجراءات الجنائية لعام 1991 وأوكل فتح الدعوى الجنائية والإشراف على التحري لوكلاء النيابة، بعد أن كان فتح الدعوى الجنائية والإشراف على التحري يتم بواسطة القُضاة ، وكانت الشرطة تقوم بالتحري ، وكان دور النيابة ينحصر في تولي الإتهام في بعض الدعاوى .
خلال السنوات الثلاث ظهرت في السودان أحداث كبيرة ، أبرزها حادثة فض إعتصام القيادة العامة، والتي راح ضحيتها المئات من أبناء وبنات الشعب السوداني ، وقد شُكَِّلت لها لجنة تحقيق برئاسة المحامي د. نبيل أديب ، وآخر تصريحاته ، وقبل مدة طويلة أنّ التحقيقات أظهرت مؤشرات متضاربة، وأنها تنتظر دعماً فنياً من الخارج ! . وتوالت الأحداث وأصدر النائب العام قراراً بتشكيل لجنة للتحقيق في أحداث مسيرات 30 يونيو الماضي ، والتي أدت إلى مقتل وإصابة عدد من الشباب . ثم عقب قرارات قائد الجيش في 25 أكتوبر العام الماضي ، وما حدث بعدها ، أعلن النائب العام المكلف، تشكيل لجنة تحقيق في تلك الأحداث التي أدت إلى مقتل وإصابة عدد من الشباب . هذا عن الكوارث بفعل الإنسان، وما أعقبها من لجان تحقيق لم تظهر نتائجها حتى كتابة هذه الأسطر ! .
أما عن كوارث السيول، وخاصةً التي ضربت ولاية الجزيرة ، والمناقل بصفة خاصة ، فقد نقلت قناة “الجزيرة مباشر” أمس الاتهامات المتبادلة بين رئيس حركة جيش تحرير السودان ، مني أركو مناوي ، وبين الناطق الرسمي للحرية والتغيير وجدي صالح ، حيث أفاد الأوّل أنّ من أسباب اجتياح السيول لمنطقة المناقل هو سحب 312 آلة ، كانت تتبع لشركات خاصة تعمل بمشروع الجزيرة، وصادرتها لجنة التمكين بحجة استيلاء أصحابها عليها بطرق ملتوية . وأفاد الآخر أنّ لجنة إزالة التمكين قامت بتسليمها وزارة المالية، ويُفترض إعادتها لإدارة مشروع الجزيرة لمباشرة العمل .
كما أنّ هناك تكهنات أخرى تفيد بأنّ سد النهضة والملأ الثالث ، وراء هذه السيول التي اجتاحت منطقة المناقل، والتي لم يسبقها مثيل في تاريخها ، وغياب السودان في آخر مرحلة قبل ملأ السد ، أو تغييبه عن قصد من المشهد ، قد يزيد الشكوك ! ، وكأنّ شيئاً يُخبّأ من ورائه ! ، وقد ظهر ذلك جلياً في المباحثات “المكوكية” التي أجراها المبعوث الأمريكي الخاص لمنطقة القرن الإفريقي “مايك همر” ، مع الحكومة المصرية ، ضمن جولة أعلن عنها ، شملت مصر والإمارات وإثيوبيا، دون أن تشمل السودان !!! … السودان الذي يمثل دولة المنبع والمصب ، وإلّا لماذا لم تتم دعوة عضو أساسي ومُهم ؟؟!!، وأيام ويتم ملأ السد في مرحلته الثالثة ! .. وتستعد أثيوبيا الآن لملأ للمرحلة الرابعة!! … والجارة مصر في وضع مريح ! ، واطمأنّت … وقد توقّف هيجانها ، وقلّ خوفها وقلقها، وصمت إعلامها !، وامطرتنا أمس “مشكورة” بطائرات “الإغاثة”….. “كرامتَنْ” أنقذتها من مآلات السد !!.
وما بين دولة على حافّة الانهيار ، مشغولة بأحداثها الداخلية ، من خلاف وصراع سياسي كبير ، وصل مرحلة الجنون ! ، لدرجة أن يحضر “الطيب الجد” شخصياً للقاعة .. ويطِب “جِنّاً فيها ما بِنطبّا”! و”يعزِم لها “!!…. علّها تفيق من غيبوبتها !!…. وما بين دولة بلغت من التردي الإقتصادي والأمني وتفكُّك مجتمعي بسبب الصراع القبلي والسياسي ! …. ما بين ذلك كله …. تمر مياه تحت الجسور ، تختلط بمياه الصرف الصحي والسيول !!… نتائجها : توقُّف كل لجان التحقيق….. من لجنة د. نبيل أديب ، وحتى آخر لجنة شكّلها النائب العام قبل أيام ، وأرجو ألا ينطبق علينا المثل السوداني :
“الشي كان داير تكُتلو شكِّل ليهو لجنة “!!.
وفي الحالتين “محمد أحمد” … ضايع.. أو مكتول !!
والله المستعان
لواء شرطة م
عثمان صديق البدوي
23اغسطس 2022