عقب قوافل إنسانية قدموها .. رجال الأعمال.. ملحمة وطنية وتاريخ ناصع
تقرير: الصحافة نت
في وقت تشهد فيه البلاد فرقة سياسية جراء حالة الاصطراع بين القوى المدنية المختلفة حول عملية الانتقال المتعثرة، يقف في المقابل رجال الأعمال يدا واحدة و “كتائب صد” لدرء ما أفسده صراع الأعوام الثلاث وسد الثغرات، وهم يرسمون واقعا مختلفا من خلال تقديم المساعدات والمبادرات، فكانت فيضانات هذا العام في عدد من الولايات، بمثابة ملحمة وطنية لهم وهم يسيرون القوافل الإنسانية بجانب القوات المسلحة لدعم المتأثرين من السيول والأمطار، وهو ما عده مراقبين أدوار مقدرة وعظيمة سيما انهم دائما ما يلعبون دور الشريك الفاعل في التنمية وتحقيق التنوع الاقتصادي، و الاستجابة الفورية لنداء الدولة، مثلما شهدته الايام الماضية حين استجاب رجال الأعمال لنداء القوات المسلحة وقاموا بتسيير 5 قوافل إنسانية لدعم المتأثرين من السيول والأمطار بتشريف رئيس أركان القوات المسلحة الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين فكانت لوحة إنسانية معبرة.
هم وطني
وعلى امتداد التاريخ السوداني نجد ان كثير من رجال الأعمال الوطنيين المخلصين، سطروا اسماءهم من خلال أدوار فاعلة قدموها انطلاقا من مبدأ الهم الوطني ومساعدة الدولة، فكانو فئة اقتصادية سخرت راسمالها لصالح التنمية الاجتماعية لمسنادة الدولة ومساعدتها، و يمتد العطاء والمسيرة دون توقف فكان اتحاد أصحاب العمل على راسه رجل الأعمال “هشام السوباط” ذاك الامتداد وهو يعلن ويؤكد استمرار نفرة القطاع الخاص ورجال الاعمال لتشييد البنية التحتية وبناء المدارس والمرافق الصحية بعد تقديم المساعدات الغذائية والمالية للمتضررين من السيول والأمطار، موضحا بأن المساهمات مفتوحة لكل رجال الأعمال. وياتي هذا التأكيد بالعمل جنبا إلى القوات المسلحة.
كتيبة صد
واعتبر رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين رجال الأعمال كتيبة الصد الأولى والعطاء الممتد، وقال مخاطبا تدشين تسيير القوافل:” انتم كتيبة الصد الأولى والعطاء الممتد تغيثون الملهوف وتشيدون البنيات التحتية، وتابع: أبلغكم تقدير القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في استجابتكم السريعة وهمتكم العالية لانجاز في هذا العمل”.
وأكد الحسين بأن القائد العام عندما أعلن هذه للنفرة استشعارا بالمسؤولية الوطنية والأمن القومي للبلاد وإعلان المبادرة كان النداء موجه لرجال الأعمال الوطنيين ولاتحاد أصحاب العمل.
وأضاف :” نحن في القوات المسلحة لم تكن هذه النفرة الأولى لكم، وقفتم معنا بمجرد تحرير الفشقة وقمتم بتشييد البنية التحتية المتكاملة في شرق السودان”.
وأشاد بجهد وعرق رجال الأعمال في تقديم الدعم للبلاد.
قيادة وريادة
ويذهب كثير من المتابعين ان ادوار رجال الأعمال التي يقومون بها في المشهد العام، تساهم في خلق مجتمع منتج من خلال تشجيع ريادة الأعمال وخلق نمو اقتصادي مستدام على اعتبارهم قيادة وريادة.
ومن جانبه قال رئيس اتحاد أصحاب أصحاب العمل هشام السوباط:” هذا التدشين للقوافل لنتلحم مع المتأثرين في كافة أنحاء البلاد، و تتويجا للقاء القطاع الخاص مع القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان”
وأضاف :” لقد تابعنا بكل فخر التجاوب الفعال الذي قامت به القوات المسلحة وكذلك الأجهزة النظامية بمختلف تكويناتها وتسخير كافة القدرات العسكرية في تلاحم وطني يعبر عن السودانيين اولاد البلد وأهل الحارة”
وأكد السوباط استمرار نفرة القطاع الخاص ورجال الاعمال لتشييد البنية التحتية وبناء المدارس والمرافق الصحية بعد تقديم المساعدات الغذائية والمالية للمتضررين من السيول والأمطار موضحا بأن المساهمات مفتوحة لكل رجال الأعمال.
همة عالية
والاثنين الماضي أعلنت القوات المسلحة عن انطلاق 5 قوافل للدعم الإنساني إلى ولايات كسلا، والجزيرة، والنيل الأبيض وسنار، ونهر النيل لدعم المتأثرين من السيول والأمطار.
ووقف رئيس أركان القوات المسلحة الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين على تدشين أول قوافل الدعم والأسناد في نفرة القوات المسلحة لدعم المتأثرين مع رجال الأعمال واتحاد أصحاب العمل.
وأشاد الحسين بالهم الوطني لرجال الأعمال ووقوفهم مع القوات المسلحة واستجابتهم للنداء الوطني.
وقال :” أبلغكم تقدير القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في استجابتكم السريعة وهمتكم العالية لانجاز في هذا العمل”.
وحذر في من تداعيات فيضانات محتملة.
وزاد:” هذه آثار السيول والأمطار لاتزال، والفيضانات لم تصلنا الا في منطقة القاش، الهضبة الإثيوبية حبلي بالمياه، و ستصل قريبا للسودان وستوثر كثيرا على الشريط النيلي
مرحلة أولى
وياتي تدشين القوافل ال 5 للمناطق المتاثرة بالسيول والفيضانات كمرحلة أولى، تليها مراحل أخرى وفق رجل الأعمال الصادق جلال، الذي أكد أن مبادرة تسيير القوافل هذه ولدت من خلال لقاء جمعهم مع البرهان اعقبها اجتماع للجنة رجال الأعمال مع ممثلي للمناطق المتأثرة بالسيول والأمطار من المناقل وكسلا وسنار والنيل الأبيض والجزيرة ونهر النيل.
وأكد جلال خلال كلمة له، ان القوافل الإنسانية التي تم تدشينها تشمل في المرحلة الأولى ٥ قوافل إنسانية الي ٥ ولايات متأثرة بينما تشمل
المرحلة الثانية حث القطاع الخاص الذي يقدم في مساهماته ومساعدات كبيرة جدا من أجل البناء والتعمير.
وكشف في ذات المنحى عن محتويات القوافل والتي تشمل مواد الإيواء و الأغذية وزيوت الهايدرولوك والجازولين وتوفير الآليات في منطقة القاش لمعالجة الكسور بالإضافة لدعم مالي مقدر قيمته 100 مليون، وحبوب تعقيم لمياه الشرب والأدوية.
ديدن
ويرى المحلل الاقتصادي خالد محمد ان دور رجال الأعمال في الوقوف إلى جانب الدولة، كبير ورائد منذ عقود، مؤكدا في حديثه ل “الصحافة نت” انه من المهم ان يؤدي رجال الأعمال إلى جانب اعمالهم أعمال أخرى لاتستطيع الدولة القيام بها.
واعتبر في الاثناء وقفة رجال الأعمال إلى جانب المتضررين من السيول والأمطار في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد(محمدة) كبيرة منهم بان آثرو الهم الوطني على أنفسهم، وتابع: يحمد لرجال الأعمال هذ الوقفة مع المنكوبين وهو ليس بالامر الغريب عليهم، فهو ديدينهم منذ أمد طويل، ففي الماضي كان هناك ما يسمى بالراسمالية الوطنية، الذين عرفوا بمسهاماتهم العالية في إرسال القوافل لمناطق الشدة والنكابات واغاثة الملهوفين