مع بياع الكتب .. مشاهد من احد حواري “المحروسة” وقصص وحكاوي يفوح عبقها
القاهرة : اسماعيل شريف
عبق التاريخ يفوح بين جنبات وحواري حي قاردن سيتي العريق ..قصور قديمة سكنت فيها ليلي مراد و نادية لطفي ومصطفى الحفناوي واحلام والكاتب الاسواني الاستاذ مكاوي سعيد والمنتج حسن رمزي والقانوني الضليع صوفي ابو طالب والدكتور فتحي سرور وغيرهم من مشاهير مصر المحروسه ..وبنايات اتخذت طرازا تركيا تارة واوروبيا تارة أخرى وتمددت بعض العمارات بفعل الحداثة وقصر دوبارة مقر المندوب السامي البريطاني حاكم مصر..احتضن الحي مبنى سفارة السودان ردحا من الزمن حتى تم نقلها مؤخرا لحي الدقي ..مازالت السفارات الأجنبية أبرز ملامح قاردن سيتي فتجد السفارة البريطانية والكندية وغيرها تمنح المكان مهابة وحراسة وهدوء ..فندق فيلا ماجد الصغير يطل على حارة ضيقة قريبة من شارع القصر العيني ..يرتاده اهل السودان من طالبي العلاج وعشاق مصر القديمة
..الفتى ماجد ورث من والده الخلق النبيل والمكان الجميل ..قهوته السودانية الاصيلة هي عربون المحبة يقدمها لنزلاء الفيلا في استقبال الفندق مجانا صباحا ومساءا..مع تصاعد اعمدة البخور السوداني لتضفي على المكان القا وحنينا…ليتحول الاستقبال لساحة ونسة وقفشات وحوارات ممتعة تقرب المسافات بين الجميع …وماجد الهمام يصافح الناس على الطريقة السودانية ويمازحهم بذات الروح السمحة ..بياع الكتب على ناصية الشارع يتحدث عن أهل السودان باعتزاز ويصفهم بثقافتهم العالية وسعة اطلاعهم وشغفهم بالقراءة…ويقول رغم التطور الإلكتروني وعزوف الكثيرين عن اقتناء الكتاب مازال المثقف السوداني مهتما بالكتاب والصحيفة الورقية … ومابين كل هذا وبعض ذاك تبقى مصر بحسنيها ومرسيها وسيسيها اول بوابات الخروج والدخول لأهل السودان …