متى يتخطى السودانيون الابتزاز الاستراتيجي الدولي لبلادهم؟
ظل السودان يواجه استراتيجيات ممنهجة لاضعافه باستخدام أدوات الصراع من عقوبات احادية ومقاطعة اقتصادية ومصيدة الديون والاضعاف الاقتصادي والسياسي حتى وصلت البلاد إلى حالة التفتت الوجداني، وتآكلت أجور العاملين بصورة كبيرة بعد تطبيق سياسات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وقد بات واضحاً للمراقبين للشأن الانتقالي في السودان، بأن الموقع الاستراتيجي للسودان وموارده المتنوعة من مصادر الطاقة المختلفة والمعادن الاستراتيجية، جعلته ضمن أجندة الصراع الدولي للتحكم على الحركة التجارية والسيطرة على ساحل البحر الأحمر.
ويقول الخبير الاستراتيجي البروفيسور محمد حسين أبو صالح إن موقع السودان الاستراتيجي يؤهله لعبور التجارة الدولية وزيادة حجمها من ١٤٪إلى ٢٠٪، وبالتالي أصبح السودان واحدة من نقاط الاستهداف في سبيل تحقيق هدف الوصول إلى منطقة البحر الأحمر والتحكم فيها للوصول إلى المناطق الغنية بالموارد .
وأشار إلى أن المجتمع الدولي في سبيل تحقيق أهدافه في التحكم في السودان تباطأ بصورة واضحة في دعم الحكومة الانتقالية بالسودان التي جاءت في أعقاب أعظم ثورة شعبية نادت بالحرية والسلام والعدالة والديمقراطية.
بينما أشار الخبير القانوني الدكتور أحمد أبو قرجة استاذ القانون الدستوري بالجامعات السودانية، إلى أن السودان أصبح ضحية للصراع الاستراتيجي الدولي حوله، حيث تم تشجيع الفتن والخلافات بين المجموعات والأحزاب السياسية، مما زاد من حدة الصراعات وشجع النزاعات بين القبائل ونشر خطاب الكراهية على نطاق واسع جعل البلد في فوهة بركان.
ويتساءل المراقبون عن مدى قدرة السودانين بمختلف قواهم المجتمعية والسياسية على تجاوز خلافاتهم والنظر إلى المستقبل و التعاون فيما بينهم للحفاظ على بلادهم وبالتالي استغلال مواردهم والتوافق على حكومة تراعي المصالح العليا للوطن وتضع الأسس التي تضمن للآخرين إمكانية الاستثمار في السودان والاستفادة من موارده الكبيرة.
