(وطن النجوم) .. علي سلطان .. العصر الحجري قريبا جدا
العالم الان بين رحى حربين المياه والجفاف.. وهما يقودان الى حرب الغذاء الذي قد يكون اسوا حروب العالم المتوقعة.
قبل عقود وتنبؤات تتزايد بشان حرب المياه التي سيشهدها العالم.. ويبدو ان التغير المناخي الذي حذر منه العلماء منذ عقود اقبل سريعا دون اتفاق عالمي قوي على الاستعداد له ومجابهته رغم قمم المناخ المتعاقبة..!
والمفاجآت التي شهدها العالم اخيرا من اختلال مقلق في المناخ العالمي بين جفاف وفيضانات كان امرا فوق التوقعات والاحتمالات فيما يبدو.
والعالم الان يشهد تباينا مريعا في اختلال بيئي خطير ربما لا تتمكن دول العالم مجتمعة على النجاة من اثاره المدمرة.
العالم الان بين فيضانات وجفاف ونحن بعدُ في فصل الصيف في الجزء الشمالي من خط الاستواء.. ولا ندري ماهي نذر الشتاء في الشمال والصيف في جنوب العالم جغرافياً..!
الان يتكبد العالم خسائر فادحة معظمها طال الدول الفقيرة.. فباكستان التي تشهد فيضانات مدمرة لم يشهدوا مثلها في تاريخهم القريب.. واكثر من ثلث سكان باكستان يتعرضون لخطر الفيضان وما ينجم عنه من كوارث.. اكثر من الف شخص باكستاني لقوا حتفهم جراء السيول وأكثر من ثلاثين مليون متضرر مممن فقدوا بيوتهم وممتلكاتهم ومقتنياتهم وانعامهم وزراعتهم ومصدر دخلهم..! لهم الله اللطيف الرحيم الذي يجعلهم تحت ظلال رحمته التي وسعت كل شئ.
ولم تنجو الصين من الفيضانات وكذلك ضرب الجفاف مناطق منها.. والهند ايضا.. وبلدنا السودان ما زال يعيش اجواء اسوأ فيضانات وسيول لم يشهدها منذ عقود خلت.
الخسائر الناجمة عن الفيضان والجفاف ضخمة جدا ولا طاقة لدولة بتعويضها.. وما خلفته الحرائق الناجمة عن الحر من خسائر في العطاء النباتي لا يمكن تعويضه..!
كل هذه الكوارث ترسم لوحة قاتمة مظلمة لعالم سيكون استمرار الحياة فيه خطرا عظيما مقلقا للجميع.
حرب المياه وحرب الغذاء هذا ما تخشاه الان.. وبعد الحرب الروسية على اوكرانيا بدات نذر المجاعة واضحة مع انعدام القمح والحبوب في الدول الفقيرة بسبب الحرب.. وكما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل ايام:إن سفن الحبوب التي خرجت من أوكرانيا تحت مظلة وتعهدات تركيا لم تذهب الى الدول الفقيرة التي تحتاجها اكثر من غيرها.. وقد تباكى عدد من زعماء العالم ومنظمة الأمم المتحدة من عدم تمكن الدول الفقيرة من الحصول علي القمح بسبب الحرب.. وحين سنحت الفرصة.. لم تجد الدول الفقيرة حظها في اولوية التسليم..!! وهكذا حال الدول الغنية ماتزال تكيل بعدد من المكاييل وليس مكيالين كما كنا نعهد.
والعالم الغربي الان في دوامة الغاز والطاقة والشتاء على الابواب.. والخوف من حرب نووية اصبح مقلقا أكثر من قبل.. ارجو ان لا يتحقق ماقاله الفلكي العسيري: إن العالم في عام2024 سيعود الى العصر الحجري بعد حرب نووي قادمة لا محالة.