الأمم المتحدة مَن يلوم مَن؟!
اثار تعليق الامم المتحدة حول مواجهة فرص الانتقال الديموقراطي في السودان لخطر التلاشي
موجة من التساؤلات لا عن واقع الساحة السياسية بالبلاد وحسب؛ وانما عن
تاريخ الامم المتحدة نفسها! وتاريخ مهماتها الخارجية في دول افريقيا وبقية دول العالم واين وصلت وماهو محصولها من كل تلك المهام؟ وهل ينتظر السودان اختلاف في النتائج؟!
لان التساؤل الذي يطرح نفسه بحسب وسائل الاعلام الامريكية وتقاريرها الصحفية نفسها ان امريكا والامم المتحدة والغرب هي من خذلت التحول الديموقراطي بالبلاد! ومانزال نذكر شكوى رئيس مجلس الوزراء الانتقالي المستقيل الدكتور “عبدالله حمدوك” حول احتياج البلاد لحوالى ثمانية مليار لتضع نفسها في المسار الصحيح! وانه كان يحتاج لدفعات من المبلغ المذكور لينعش اقتصاد البلاد المنهك؛ وكيف ان الغرب وعلي رأسه امريكا اخذ يماطل البلاد وهي ممدة في غرفة الانعاش بين الحياة والموت وهم يطالبون البلاد بسداد تعويضات اهالي ضحايا التفجيرات التي تم اتهام السودان فيها بالارهاب ثم اخذت البلاد زمنا بعد ذلك ليتم معالجة الاوامر القانونية التي تتيح اجراءات تدفقات الاموال الي البلاد بحيث اتضح حتي هذه اللحظة ان الامور لم تمضي مثلما يود السودان فما تزال هنالك بعض قوانين الحظر سارية المفعول رغم الشعارات السياسية التي ترفعها الولايات المتحدة الامريكية وهي تبتز البلاد من خلال اشتراط التطبيع مع الكيان الصهيوني الاسرائيلي! ثم توالت مهرجانات مؤتمرات اصدقاء السودان التي لم تنتج شيئا ملموسا لصالح اقتصاد البلاد وتمخض جبل تداعياتها الكبرى عن فأر لا يسد رمق البلاد او يفك ضيقة اقتصادها المنهار!
ومثلما يتساءل الناس عن مهام البعثات الاممية في مالي وليبيا وغيرها يتم التساؤل أيضا عما الذى انجزته البعثة الاممية بالسودان ومهمتها الرئيسة هي مساعدة البلاد للانتقال؟ لانهم يرون الامم المتحدة عبر مبعوثها في السودان تترك مهامها الاصيلة بمساعدة الانتقال بدليل عدم الانتقال بعد ثلاث سنوات من الثورة ولا حتي حالة نسبية من الاستقرار! رغم وجود البعثة ورئيسها ممثل الامين العام للأمم المتحدة! وان من الواضح لهؤلاء المواطنين ان البعثة اصبحت تمثل حالة لارباك المشهد السياسي بالبلاد لا تهدئته او استقراره! وبدلا ان تكون جزءا من الحل اصبحت جزءا من الازمة! بدليل الانتقادات الكبرى التي ظلت ومازالت توجهها القوى السياسية للبعثة ورئيسها الذي تورط عميقا في الخلافات الداخلية بالبلاد! وفارق الحياد المعهود والمطلوب من هكذا بعثة لمعالجة الامور وتدارك المشاكل! بما يؤكد بشكل قاطع ان الامم المتحدة اصبحت لاتمثل في حقيقة الامر سوى آلية وذراع للسيطرة علي موارد الشعوب وضخها لصالح امريكا وحلفائها! وليس لها مهام حقيقة غير ذلك خاصة في ندرة الموارد وشحها ننتيجة مضاعفات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا!
يرى الخبراء لكل ذلك وما تقدم من آراء انه من الغرابة التي تدعو للدهشة، ان تلوم الامم المتحدة السودان علي فشلها في اداء مهامها! ذلك الفشل الذي عقد المشهد السياسي بالبلاد اكثر مما كان عليه من قبل نتيجة لافعال بعثة الهيئة الاممية التي تدعي تلاشي البلاد وضياع فرصها في الانتقال المدني الديموقراطي الذي لم تعمل له طوال وجودها بالبلاد!