صلاح الكامل يكتب:: الجَوٌّ المُكَهْرَبٌ بين المِيزَاب المِرْقاب !!
○ لست ادري من هو ذا الذي يعطل خدمات المواطنين و(يغلي) عليهم حياتهم المعيشية مما (يغلي) الشارع ويكهرب الجو امام الحكومة ومجلسها السيادي والمكلفين من وزرائها وولاتها ؟! .. ونرفع حاجب الدهشة لجرأة الذين يقفون ضد الحكومة سدا منيعا امام ما يرضي المواطن فيما يشبه (تجريب الإصطياد بوضع البيضة علي رأس الطفل)! ولا أحد مسموح له بالتفوه مستكرا ذياك المتاجرة السياسية والمزايدة العكسية من قبل جل الاطراف بمعاناة الناس .. الحاجب يزداد اندهاشا وارتفاعا لضعف الحكومة عن مواجهة اعدائها وفي حين ان مواجهتم قد تمثل إرضاءا لمواطنيها؟!
○ اضحي التيار الكهربائي علي درجة عالية من الاهمية ليست للمواطن فحسب، انما اثره البين ودوره الكبير ايجابا او سلبا علي الإنتاج الصناعي والزراعي والحيواني وكذا .. تري في بلادنا مجهودات كبيرة بذلت لغاية كهربة المشاريع الزراعية مثلا والحال هكذا عندما نري الكهرباء اضحت كما الغول والعنقاء والخل الوفي !، فان المجهودات التي بذلت والأموال التي صرفت قد ذهبت سدي ك (الحبال بدون أبقار ).
○ يحسب للحكومات السابقة إيصالها للتيار الكهربائي للنجوع القصية والنواحي البعيدة في البلاد حتي اضحت الكهرباء ميسورة ومشاعة كما ان تعدد إستخدمها، حتي انها لم تعود حصريا في خدمة المواطن مباشرة فقط، فقد تعدت الي الصناعة والإنتاج والزراعة وما شابه، مما زاد من أهميتها القصوي.
○ عند إستذكار الكشف بمحطات التوليد في البلاد نجد ان السودان يتوفر علي سته سدود للتوليد الكهربائي تعتمد علي مياه النيلين ونهر النيل وتشمل مروي (اكبر سد مولد للكهرباء في الاقليم) وسنار والروصيرص وجبل أولياء وعطبرة وستيت. وهناك ثلاث محطات للتوليد الحراري، تشمل قرى وبحري وأم دباكر، كما توجد محطات توليد متوزعة في البلاد خارج الشبكة القومية تعمل بالديزل، وكذا توجد محطة بسعة (5) ميغاواط تعمل بالطاقة الشمسية في الفاشر، وأخرى تحت الإنشاء بالضعين بسعة (5) ميغاواط .
○ بعين قوية وضرس قاطع و(بالواضح الما فاضح) علي مسمع الحكومة (وفي عينها)! يتفوه مدير الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء أمين عثمان (والذي رشح خبر إعفائه ولم يؤكد او ينفي)،: (إن الطلب المتنامي على الكهرباء لم تقابله مشروعات جديدة منذ مدة، وإن عدم الإيفاء بالسداد للمشروعات الجارية ومطالب الصيانة والتشغيل ومديونيات التوليد الخاص يؤدي إلى زيادة العجز فى الإمداد الكهربائي، ومن ثم زيادة القطوعات المبرمجة)!!.(كذا)!!
ويحدثنا (امين عثمان): عن (تدني القوة المتاحة لمحطات الكهرباء بسبب انتهاء العمر الافتراضي لبعض الوحدات، ويشدد هذا (الامين!) :،(على ضرورة تنفيذ الصيانة المبرمجة والتأهيل الذي لم يُنفَّذ لمدة تقارب (5) سنوات) ويدل هذا الحديث من جهة علي دعوة للإحتجاج! .
○ المواطن السوداني (الفضل) يدفع ثمن التيار الكهربائي مقدما والدفع المقدم لم يعمل به حتي في الدول القريبة منا (مصر مثلا)وقد ارتفعت تكلفة الكهرباء في عهد حكومة ثورة ديسمبر الي ما يقرب ال(عشرين) ضعفا، والتيار يوزع مجانا او بالحد الادني في دول ضمن إقليمنا (قطر نموذجا)، ورغما عن المقدم والغلاء نجدها تتعثر ولمدة زمنية كبيرة لم توقف (البرمجة) التي قد تذهب بعدد مقدر من السودانيين ألم يذهبوا لمقصلة الإنتحار فانهم الي مستشفيات الطب النفسي عند د.علي بلدو، فانقطاع التيار الكهربائي إضافة الي انه (تخلف) من كل الزوايا فانه ضاغط نفسي رهيب .. إضراب العاملين بقطاع الكهرباء في ظل ( الإنقطاع المبرمج) لم يؤثر ولم يشعر به أحد! وكذا زيادات وتعديل هيكلهم الراتبي لم تزيل هذه البرمجة التي امست طبيعية وذاتية! في حين إستمرار التيار هو الشاذ والعرضي!.
○ في ظل هذا الجو المكهرب بالازمة الاقتصادية والضائقة المعيشية ويضاف العجز في درء الجوائح الطبيعية ومن عجب رغم كهربة الجو ان الكهرباء هي المعدومة و(المقطعة) .
□ أفق أخير:-
○ هذه الحكومة إنلم تتدارك حالها ومآلها ولم تخرج (الوش الفي المخلاية) لغرمائها طالما يعتمدون ميزابا (انبوب للتصريف) لتبديد جهودها فيلزمها ان تقيم مرقابا ( جهاز للرقابة) لكبحهم، وإلا ستذهب ولن تجد من يأسف عليها!.
* منقول من صحيفة الانتباهة الصادره اليوم السبت٢٠٢٢/٩/١٧م صفحة٧