خطاب بايدن في الجمعية العامة .. ازدواجية في معايير التعاطي الدولي مع القضايا
خطاب مختلف للرئيس الامريكي جو بايدين امس امام الجمعية العامة للامم المتحدة ، سجل فيه بعض الاعترافات الضمنية عن اخطاء سابقة لامريكا في افغانستان وغيرها، بايدن تحدث بوداعة عن السلم والامن الدوليين وحرص حكومته على المساهمة في حل المشاكل في بعض الدول .
ويرى المحلل السياسي ناجي حسين ان المفارقة في خطاب بايدين انه تجنب الحديث عن الصراع بين روسيا واوكرانيا ، الامر الذي يوضح ازدواجية المعايير في التعاطي مع القضايا وتساءل ناجي لماذا لم يتحدث بايدن بذات الشفافية عن الاخطاء وتاليبهم للاوضاع واشعال الصراع الروسي _ الاوكراني.
وراى ناجي انه بالضرورة ان يطبق بايدين ما قاله بانهم سيحرصون على عدم الزج بالقوات الامريكية، كطرف في صراعات، بان يطبق ذلك على ارض الواقع في حالة الازمة الروسية الاوركرانية، وامريكا تعمل على التحشيد الغربي في وجه موسكو.
ويرى الخبير الاستراتيجي عمر الطاهر الحسن ان حديث بايدن ومحاولته رسم صورة زاهية لبلاده في تعاطي بلاده مع القضايا الاقليمية والدولية يكذب نفسه، بخاصة فيما يلي اقامة الدولة الفلسطينية رغم محاولته استعطاف العرب.
ويقول ان الرئيس الامريكي يحتاج لخطاب واقعي حتى يستطيع ان يعبر المطبات، مبينا ان تجنب بايدن للازمة “الروسية – الاوكرانية” يعني اعترافه بالخطا.
ورسم الرئيس الأمريكي جو بايدن في أول خطاب له بالأمم المتحدة وذلك بمناسبة الافتتاح الرسمي للجمعية العامة السنوية الاربعاء ، ملامح حقبة جديدة من المنافسة الشديدة بدون الدخول في حرب باردة شبيهة بالحرب مع الاتحاد السوفياتي في القرن المنصرم ووعد بأن يتحلى جيش بلاده بضبط النفس، وبالتزامات جديدة لمواجهة التغير المناخي.
وقال بايدن إن بلاده ستعمل على إيجاد حلول للأزمات التي تضرب العالم من أقصاه إلى أقصاه، وإن جيش بلاده سيلتزم سياسة ضبط النفس في الصراعات المقبلة. وقدم بايدن التزام بلاده بمكافحة جائحة فيروس كورونا ومواجهة التغير المناخي والتصدي للتهديدات الإلكترونية.
وقال بايدن أمام الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة إن الولايات المتحدة ستساعد في حل الأزمات من إيران إلى شبه الجزيرة الكورية إلى إثيوبيا.
وأضاف أن العالم يواجه “عقدا حاسما” وينبغي للزعماء العمل معا لمكافحة جائحة فيروس كورونا المستعرة وظاهرة الاحتباس الحراري التي يعاني منها كوكب الأرض والتهديدات الإلكترونية. وأوضح أن الولايات المتحدة ستضاعف التزاماتها المالية بخصوص مساعدات المناخ وتنفق 10 مليارات دولار لمكافحة الجوع.
وقال إن الولايات المتحدة ستتنافس بقوة على الصعيد الاقتصادي وتعمل لدعم النظم الديمقراطية وسيادة القانون. وأضاف “سندافع عن حلفائنا وأصدقائنا ونعارض محاولات الدول الأقوى للهيمنة على الأضعف، سواء من خلال تغيير الأراضي بالقوة، أو الإكراه الاقتصادي أو الاستغلال التكنولوجي أو المعلومات المضللة، لكننا لا نسعى، وسأقولها مجددا، نحن لا نسعى إلى حرب باردة جديدة أو عالم منقسم إلى تكتلات جامدة”.
وقال بايدن “لقد أنهينا 20 عاما من الصراع في أفغانستان، وبينما ننهي حقبة من حرب لا هوادة فيها، فإننا نبدأ حقبة جديدة من الدبلوماسية التي لا هوادة فيها”. وفي مواجهة الانتقادات بسبب الانسحاب من أفغانستان، تعهد بايدن بالدفاع عن المصالح الحيوية للولايات المتحدة، لكنه قال “المهمة يجب أن تكون واضحة وقابلة للتحقيق، والجيش الأمريكي “يجب ألا يُستخدم كرد على كل مشكلة نراها في جميع أنحاء العالم”.
وكان بايدن يأمل في تقديم حجة مقنعة مفادها أن الولايات المتحدة لا تزال حليفا موثوقا به لشركائها في جميع أنحاء العالم، وذلك بعد سنوات من سياسات “أمريكا أولا” التي اتبعها سلفه الجمهوري دونالد ترامب. وقال بايدن إن مواجهة مجموعة متنوعة من التحديات العالمية “ستعتمد على قدرتنا على إدراك إنسانيتنا المشتركة”. وأضاف أنه لا يزال ملتزما بحل الخلاف مع إيران بخصوص برنامجها النووي سلميا.
كما تعهد بالدفاع عن إسرائيل، لكنه قال إن حل الدولتين مع الفلسطينيين لا يزال مطلوبا، وإن كان الطريق إليه لا يزال بعيدا