اسماعيل شريف يكتب.. ممارسة السياسة تحت تاثير ( الفياغرا)
الثورة السودانية العارمة وضعت فحولة الساسة السودانيين تحت اختبار قاسي وقدمت لهم الارض البكر الرشيد الممتدة حد البصر وهي ارض ودود ولود… ينهمر السماء من فوقها مدرارا وتجري من تحتها المياه انهارا… وكان مهر الثورة دماء ذكية وعرق شباب عنيد وكنداكات صامدات قاوموا بصدور عارية وهتاف داوي صلف سلطان قوي واردوه في خاتمة المطاف سجينا ذليلا ينتظر مصير متأرجح بين محاكم الخرطوم وقضاء لاهاي واقتلعوا نظام مستبد جثم على صدر البلاد ثلاثة عقود من الزمان كانت كفيلة بوضع السودان في سجن كبير وأصبحت العزلة الدولية السمة الابرز بالاضافة للحصار الاقتصادي الخانق كما ان التضييق على الحريات وممارسة الكبت والقهر كانت من اهم ملامح تلك الحقبة الظلامية من عمر السودان
اعتلى ظهر جواد الثورة السودانية العنيدة بعد اكتمال نصرها المبين
حملة الجوازات الأجنبية واصحاب الحقائب المحلية من المتسوقين بقضايا وهموم اهل الهامش العريض رغم خرطوميتهم البائنه وبين هؤلاء واؤلئك برز المشروع الغربي المتكامل لحكم البلاد وهو بمثابة دمج مجموعة ثقافات محلية موغله في التاريخ والقدم بمشروع النظام العالمي الجديد بحداثته وعلمه وتطوره وكذلك بقشوره وجلده وشحمه واظفاره وانيابة.. ومن اهم مستحدثات هذا العصر ذلك المدعو ( فياغرا) الذي يماثل الاستعانه بصديق وقت الضيق وهو صديق كتوم لا يبوح بالسر لاحد… فقط الارض هي اول واخر من يعلم… فهل تتحدث الارض وتفشي سرهم