لواء شرطة م عثمان صديق البدوي يكتب في (قيد في الأحوال) ..الدوحة تستاهل كل خير ، ومافعله مناوي جَهد المُقِل !
لاشك أنّ أكثر دولة عربية أولت إهتماماً بإقليم دارفور ، هي دولة قطر الشقيقة، هذه الدولة التي أوفت بتعهداتها التي قطعتها في إعمار دارفور ، ببناء القرى النموذجية للعائدين التي بلغت عشرات القرى ، صُمِّمَت كل قرية لتستوعب مائة ألف عائد ، من معسكرات اللجوء أو النزوح الداخلي ، مَدّتها بمياه الشرب، ومؤسسات التعليم، والعلاج ، وغير ذلك. وفي يناير الماضي فقط، قامت قطر بتنفيذ ثلاث قري نموذجية في دارفور بمناطق فاسي، والصياح، وساني كرو، ويتواصل العمل في إنشاء خمس قري أخرى في ولايات دارفور المختلفة بمناطق ميرشنج، ساني دليبة، أرولا، أبدنقل، وأبكرانكا، إضافة إلى تنفيذ المرافق العامة في كل قرية أربع مدارس ومركز صحي وتوفير مياه للشرب، وروضة أطفال ، ومسجد، ومركز شرطة، وسكن وظيفي. ومازال العمل هناك مستمر بما يفوق ملايين الدولارات.
وفي مجال الأزمات والكوارث من فيضانات وسيول كانت دولة قطر في المقدمة، يتقدمها السفير الهمام الكبيسي ، آخرها قبل أيام ، حيث سيّرت قطر جسراً جوياً يحوي مستلزمات الإيواء والصحة والإصحاح البيئي والمياه والأمن الغذائي والتي كلفت ملايين الدولارات.
حملت الأنباء أمس زيارة حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي لدولة قطر ، وفي تصريحات في ختام زيارته عدّد أفضال دولة قطر على السودان بصفة عامة، ودارفور بصفة خاصة، وقيامها بعشرات المشروعات التنموية في قطاعات الصحة والتعليم وغيرها، وأشار إلى الجسر الجوي لإغاثة المتضررين الذي نفذته الدوحة قبل أيام، مؤكداً من كل ذلك عمق العلاقات الدبلوماسية والشعبية بين البلدين وانطلاق مبادرة “كلنا قطر” العفوية لإسناد قطر وهي تتهيأ لكأس العالم ، وقال أننا تكفّلنا بالإسهام مع دولة قطر بتوفير ثلاثة ألف خروف دعم من دارفور لضيوف كأس العالم .
ما أن أعلن الرجل هذا التبرع الخرافي ، والذي اعتبره البعض تبرع “خرافي”، أي مُبالغٌ فيه ! ، في ظروف إقليم مازال نازحوه يشكون ويئنّون ، وهاجت وسائط التواصل وضجّت بأنّ هذه الخراف أولى بها النازحون في دارفور .
مناوي كأي سوداني ، عندما يكون هناك عزيز، لديه أفضال عليه، أو ضيف هجعة يدخل القرية ، أقل ما يظهر به أهل القرية ، هو وجه الكرم السوداني، وأن تُذبح له “الشايِل” أي “البهيمة” الوحيدة المربوطة داخل “الزريبة” ، والتي تعتمد عليها الأسرة، وتنتظر ولادتها بفارق الصبر ، ورغم ذلك تُذبح إكراماً لمعزّة هذا الضيف، بغير ندم وأسف، وهذه عادات توارثها السودانيون جيلاً عن جيل.
دولة قطر قامت بكل الذي ذكرناه آنفاً من إنشاء قري بكافة خدماتها ، هل تقديم خراف هدية مشاركة في أكبر فعالية رياضية عالمية “خسارة عليها” ؟! . تقديم خراف يعلم السيد مناوي أنها قد لا تكلف خزينة إقليم دارفور خروف واحد ، وقد يتنادي لها الأهل هناك ويتدافعون كعادة أن يدخل الديار زائر أو ضيف ، من طرف كل مراح خروفين، ويكتمل العدد.. وتُشحن، وتُرسل لأعز دولة، من شعب حفظ لها الجميل.
نقول.. خيرٌ فعل السيد مناوي من عطاء لقطر ، يُعتبر جهد المُقِل ، مقارنة مع ما قامت به قطر لدارفور خاصة.
و الخيبة والعار إن استمر هذا النقد الجارح لمناوي ، وسمعت قطر بذلك ، ورفضت ذلك ، وهي ليس في حوجة لخراف ، أو أصرّت على دفع قيمتها ! ، سنكون في غاية الحرج وتذهب شهامتنا السودانية أدراج الرياح ! .
أرجو أن نكف عن هذا النقد الذي في غير محله . ونشكر مناوي على هذا الموقف السوداني النبيل .
وما جزاء الإحسان إلا الإحسان.
وشكراً مناوي وشكراً قطر
لواء شرطة م
عثمان صديق البدوي
26 سبتمبر 2022