لواء شرطة م عثمان صديق البدوي يكتب في (قيد في الأحوال) .. ( إيلا ) وسلامة الوصول ، وانتفاء وصف (الفلول) !!
كلمة (فلول) ، مفردها (فَلّ) بفتح الفاء وتشديد اللام، ويُقال :(قومٌ فَلّ)، “أي قومٌ مهزومون”، ويوصَف الرجل بأنه (مفلول) ، أي “مُنكسِر ومنهزِم”، وأحياناً تأتي كلمة (فَلّ) فعل ماضي مِثل :
“فَلّ عنترةُ جيشَ الأعداء فَلّا ”
أيْ ألحق بهم هزيمةً نكراء . وفي عامّيتنا السودانية تعني كلمة (فَلّ) الفَلَس ، مِثل أن يتردّد أحدهم على صاحبه، طالباً منه كل مرّة فلوس… الأمر الذي يغضب الدائن ، ويقول لصاحبه : “ياخي فَلّيتنا فَلّا ” !.
وكلمة (فلول) ، أوّل ما اشتهرت في محيطنا العربي ، ظهرت في مصر ، حين وصف الشارع المصري مشتركي نظام (مبارك) وحزبه المنحل ب(الفلول) بعد ثورة 25 يناير، حتى إنزوت عضوية الحزب الوطني عن الساحة السياسية المصرية تماماً ، بعد حملات التشويه التي نالتهم ، لكنهم عادوا للحياة السياسية ، وأصبحوا طرفاً رئيسياً في ثورة 30 يونيو !.
وفي السودان ، وبعد قيام ثورة ديسمبر ، أمسى كل من شارك في حكم الإنقاذ في منصب سياسي ، أو في إحدى عضوية مكاتب المؤتمر الوطني المحلول يوصف ب”الفلول”.
أمس ، وفي (ليلة السبت)! ، رغم تشاؤم العُشّاق بها !…. إلّا أنّ الآلاف من جماهير البحر الأحمر ، خرجت واستقبلت رئيس الوزراء الأسبق ، والقيادي في حزب المؤتمر الوطني المحلول ، (محمد طاهر إيلا) ، بمطار بورتسودان ، وبهتاف داوي ، أطلقته “الحناجر” وساندته السيوف و”الخناجر” ، وهيّجته “المنابر”!
مُردِّدةٌ :
“إيلا حديد.. إيلا حديد ” !
ومعلوم أنّ إيلا قد شغل منصب رئيس الوزراء في نظام البشير قبل فترة وجيزة من سقوطه في العام 2018 ، كما تولّي منصبي والي البحر الأحمر والجزيرة ، وكرد فِعل ، أعلنت لجان مقاومة البَر الجنوبي رفضها عودة الرجل ، وأشعلت الإطارات للتعبير عن هذا الرفض ، إلّا أنّ الإحتفائية والإستقبال الكبير الذي حظي به الرجل قد غطَّي على كل احتجاج ! ، ولم يترك لأي حريق لستك أثراً يُذكَر !!.
وباستقبال محمد طاهر إيلا أمس إستقبال الفاتحين، غير المنهزمين ! ، تكون كلمة “فلول ومكسور ومهزوم ” قد إنتفت منه ، كسائر الكثيرين المشاركين من قيادات الإنقاذ والمؤتمر الوطني المحلول ، مثل د. الحاج آدم يوسف النائب السابق لرئيس الجمهورية وعضو المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني المحلول ، وأمين القطاع السياسي للحزب، والذي شغل منصب والي جنوب دارفور ، ووالي الولاية الشمالية. وكذلك د. حسبو محمد عبد الرحمن ، الذي شغل منصب وزير دولة للشئون الإنسانية، ووزير للسياحة والحياة البرية، ووزير للحكم الإتحادي، ثم نائب لرئيس الجمهورية، وشغل كذلك نائب رئيس الهيئة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني بالمجلس الوطني، والأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني، ورئيس القطاع الإقتصادي بالمؤتمر الوطني. وكان قبله د. على الحاج نائب للأمين العام للمؤتمر الوطني حتى المفاصلة الشهيرة لينحاز إلى حزب حسن الترابي رحمه الله ، ود.التجاني سيسي والذي شغل منصب رئيس السلطة الإقليمية لدارفور ، وكبير مساعدي رئيس الجمهورية، والذي يأمل الآن في منصبٍ رفيع ، والكثيرون الكثيرون !!… لكن “شَقِى الحال يقع في القيد” !.
عموماً “خلّونا” مع قيدنا في الأحوال، فقد عاد “إيلا” أمس ، وكانت الجماهير في انتظاره في ليلة السبت، واستقبلته ونصرته !.
َوآخر السطور :
نحتاج في الوثيقة الدستورية الجديدة لتعريف كلمة (فلول) !!
لواء شرطة م
عثمان صديق البدوي
2 أكتوبر 2022