الذكرى الثانية لإتفاقية جوبا للسلام: مابين استمرار الشيطنة وتفرج المانحين ومماطلة فولكر
يصادف الثالث من أكتوبر
٢٠٢٢ الذكرى الثانية لتوقيع اتفاقية جوبا لسلام السودان التي أوقفت الحرب وحققت الاستقرار في دارفور.
وقد تم التوصل لاتفاق السلام بين الحكومة الانتقالية بالسودان وحركات الكفاح المسلح بجوبا عاصمة دولة جنوب السودان، حيث قاد وفد التفاوض الحكومي النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان، فيما رعت عملية التفاوض بين الفرقاء السودانيين حكومة دولة جنوب السودان برئاسة الفريق أول سلفاكير ميارديت.
ورغم التحديات التي تواجه السودان ومسيرة السلام في ظل عدم توقيع عبد الواحد محمد نور رئيس حركة جيش تحرير السودان وعبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال على الاتفاق،الا انه وبحسب المراقبين فإن الاتفاق كان للجميع وقد اوقف الحرب بصورة عملية وحقق السلام واتاح الفرصة للسودانين لمعالجة المشاكل من جذورها.
وليس غريباً أن يحتفل الشباب بالذكرى الثانية لتوقيع اتفاقية السلام ووقف الحرب، باعتبار ان السودان في حاجة لإسكات أصوات البنادق والقتل المجاني والاتجاه إلى السلام المجتمعي والاستقرار من أجل المستقبل.
ورغم مرور عامين على توقيع اتفاقية جوبا لسلام السودان وتشكيل الحكومة ومشاركة حركات الكفاح المسلح في السلطة، الا ان هناك بعض الجهات والأحزاب مازالت تقود حملة لشيطنة الاتفاقية والتحريض عليها، بل هناك دعوات لإلغائها دون مراعاة لما يترتب على ذلك من عودة الحرب مرة أخرى، وفتح أبواب جحيم المعاناة.
وقد بات واضحاً للمراقبين للشأن الانتقالي في السودان، الدور السالب لرئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الإنتقالية بالسودان”يونتامس”، فولكر بيرتيس، تجاه إقليم دارفور وعدم المساعدة في تنفيذ اتفاقية جوبا للسلام في السودان باعتبار ذلك جزءا من تفويض البعثة ضمن خطوات دعم الانتقال السياسي في البلاد.
ثمة تساؤلات للخبراء حول عدم قيام يونتامس بدورها الكامل في دعم تنفيذ بند الترتيبات الأمنية في اتفاقية جوبا رغم مرور عامين وقد جأرت الحكومة الانتقالية بالشكوى وخاصة فيما يلي نشر قوات حفظ الأمن وحماية المدنيين بدارفور ، علاوة على عدم دعم الترتيبات الخاصة بعودة النازحين واللاجئين ومساعدة حركات الكفاح المسلح الموقعة على السلام في تشكيل أحزابها السياسية وتقديم الإعانات والمساعدات الإنسانية لجميع المتأثرين بالحرب.
ويقول الخبير والمحلل السياسي الدكتور حسين النعيم إن دعم تنفيذ اتفاق سلام جوبا يأتي ضمن مهام البعثة الأممية في السودان التي وقفت تتفرج على أطراف العملية السلمية،
بينما ظل يعمل رئيسها فولكر بيرتس على دعم الناشطين لفبركة التقارير للمحافظة على منصبه.
وأشار إلى أن احجام البعثة عن تقديم الدعم لتنفيذ الاتفاق، يفسره حرص فولكر على دعم أحزاب مجموعة مركزي الحرية والتغيير وعدم مساعدته للحركات الموقعة على الاتفاق للتحول إلى أحزاب سياسية لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان وهو من صميم عمل البعثة.
بالمقابل يرى المحلل السياسي الدكتور محمود تيراب بأن حملات شيطنة الاتفاقية مازالت متصاعدة حيث تبنت بعض الجهات إلغاء الاتفاقية.
ويلاحظ المراقبون أن النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو قد مكث في دارفور حتى استقرت الأوضاع هناك وبالمقابل يمثل موضوع دعم السلام وتنفيذ الاتفاق احد مهام يونتامس في دعم الانتقال السياسي في السودان، وهو استحقاق للشعب السوداني لدى الأمم المتحدة وباعتبار ان دارفور كانت واحدة من المناطق في العالم التي شهدت اسوأ الانتهاكات.
ويرى الخبراء بأن اتفاقية جوبا لسلام السودان حققت السلام وحقنت دماء السودانيين، وان عدم وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه الاتفاقية يشكل ضرب من الخلف لجهود السلام.
ويؤكد الخبراء بأن محاولات القفز على الواقع الذي حققته اتفاقية جوبا من استقرار على الأرض قفز في الظلام وسيعيد الأمور للوراء.
ويشدد الخبراء أن من حق السودان كعضو في الأمم المتحدة أن يتمتع بدعم المنظمة الدولية ومساعدته في التحول والانتقال.