السياسة الامريكية في السودان .. التجارب تحكي النهايات
رسمت التطورات بافغانستان صورة قاتمة للسياسة الامريكية أتجاه الشعوب التي غزتها تحت دعاوي مكافحة الارهاب والتي حاولت السيطرة عليها وكشفت حركة طالبان زيف الوعود الامريكية وفشل خططها بعد أن وصل مقاتلو الحركة العاصمة كابول دون اي مقاومة من الجيش الافغاني والذي ادعت الولايات الامريكية أنها قامت بتقويته وصرفت عليه ترليون دولار ليختفي ذلك الجيش وتبقى الياته الثقيلة غنيمة لحركة طالبان قال كارتر مالكاسيان المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الذي نشر مؤخرا كتابا عن تاريخ الحرب في أفغانستان “لا شك إطلاقا في أننا خسرنا الحرب وأن طالبان برهنت على إرادتها في محاربة “الغزاة”، بينما بدا أن الجيش الأفغاني “مباع” للأجانب وكتب مالكاسيان في كتابه أن “مجرد وجود أمريكيين في أفغانستان ينتهك فكرة هوية أفغانية تستند إلى كرامة وطنية وتاريخ طويل من محاربة الغزاة والتزام ديني بالدفاع عن الوطن وأضاف “كنا نعتقد أن بعض الأمور كانت ممكنة في أفغانستان مثل هزيمة طالبان أو السماح للحكومة الأفغانية بان تستقل (…) لكن الأمر لم يكن كذلك”. وتابع أن عناصر “الشرطة والجنود لم يرغبوا في المجازفة بحياتهم من أجل حكومة فاسدة تميل إلى إهمالهم
سياسة زعزعة الامن
وقال المختص في الشأن الافريقي على الصادق أن الولايات المتحدة الأمريكية تنتهج سياسة زعزعة الاستقرار وهذا ما اكدته تجاربها في افغانستان وفي بعض الدول الافريقية ومنها السودان وأن تلك التجربة اثبتت أن هدف الولايات المتحدة ليس السلام والاستقرار وأنما تنفيذ بعض الاجندة السياسية خاصتها وقال “أمريكا تعاني نقاط ضعف خطيرة في إدارتها وسياساتها مع حلفائها. وبالتالي فإن الوضع الحالي في أفغانستان ليس فقط بسبب مغادرة القوات الأمريكية من أفغانستان، بل بسبب الأخطاء التي ارتكبتها الحكومة الأمريكية الحالية والسابقة”.وأضاف بدلاً من احتلال أفغانستان وقتل أكثر من 2000 شخص، وإنفاق تريليوني دولار، كان يمكن للولايات المتحدة أن تؤمن احتياجات أفغانستان، وتلبيتها دون كل هذه الخسائر وقال ( ليس لامريكا اصدقاء وقد شاهدنا عند محاولة قيام حكومة ديمقراطية كيف أن نظام الترشيح لا يسمح حتى للأفغان الموالين لأمريكا الذين ساعدوها في تنفيذ سياستها بالدخول إلى منطقة الإخلاء واشار الصادق الى أن يجب أن تهتم الدول التي ترغب في التودد للولايات المتحدة الامريكية بنموزجها في افغانستان التي لم تقيم فيها نظام ديمقراطي ولا حريات ولا قامت ببناء جيش استطاع التصدي لفلول حركة طالبان
وقت العاصفة
يتخوف المجتمع السوداني من الوجود الامريكي في اراضيه ومحاولة هندسة السياسة والموسسات السودانية عن طريق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية التي توسع في أنشطتها بالسودان ويقول المحلل السياسي عبيد مبارك أن فشل السياسة الامريكية في العديد من الدول وتدخلها في سياساتها لابد أن يكون محل دراسة واهتمام موضحاً أن سمات سياستها عدم اشراك ممثلي البلدان في عملية (الطبيخ ) وتعتمد على اللقاءات التفاكرية والمقابلات وقد لاتاخذ بالاراء التي تطرح فيها او قد تاخذ البسيط كـ(توابل ) لسياسة اعدتها مسبقاً موضحاً أن السودان وبعد التغيير السياسي الذي طرأ عليه يعاني من مشكلات عديدة لم تتدخل لحلها مشيراً لمشكلة الكهرباء في بورتسودان وحجم الغضب الجماهيري هناك بجانب التفلتات القبلية والاعتداء والسودان بصورته الراهنة هو البئة الصالحة للسياسة الامريكية ولكنها ازمة للحكومة الانتقالية وان ضاقت المعيشة بالمواطن او اذدادت التوترات سيحزم الامريكان حقائبهم ويجعلوا الحكومة في وجه العاصفة مثلما فعلوا في افغانستان