هل تتوقف الكتل السياسية من التشاكس؟
لاحظ كثير من متابعي الشأن السياسي الداخلي بالبلاد بعد خروج المكون العسكري من العملية السياسية انه ليس هناك تقدما جديا في معالجة الازمة السياسية رغم كثرة المبادرات والاجسام الدولية ووساطاتها المتعددة؛ ولم يرو أي بادرة لانفراج الوضع طيلة الفترة الماضية مابعد الانسحاب الشهير للجيش من الساحة السياسية الا بعد اجتماعات الآلية الثلاثية الاخيرة برئيس ونائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي! حيث شعر الجميع بجدية الحدث الوحيد الايجابي الذي يشير لانفراج وشيك خاصة فيما رشح من اخبار اجتماع ممثلي الحرية والتغيير المجلس المركزي (بابكر فيصل، الواثق البرير، طه عثمان) وانخراطهم في مباحثات مكثفة بحسب جريدة “الشرق” مع النائب الاول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو وكعادته فيما يبدو ان هناك تقدم ونجاح في المباحثات التي ظهرت مقدماتها في بشريات التصريحات المتتالية التي اصدرتها القوى السياسية والاجسام الدولية التي تتابع عملية الوساطة بين الاطراف السودانية لتجاوز الازمة السياسية بالبلاد
عدد من التصريحات المتفائلة بانفراج وشيك للازمة بعد اجتماع الحرية والتغيير مع “دقلو” اولها تصريحات الآلية الثلاثية نفسها عقب لقائها النائب الاول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي بقرب حدوث تسوية وشيكة بصناعة اصحاب المصلحة انفسهم اي الاطراف السودانية المتصارعة في المشهد السياسي بالبلاد بالاضافة لتصريحات رئيس حزب الامة عن تقارب لحل الازمة فضلا عن التصريحات التي ادلى بها مصدر بالحرية والتغيير ل “صحيفة السوداني” حول جاهزية الاتفاق وانه في اللمسات الاخيرة في اشارة الي ان التسوية السياسية المرتقبة قاب قوسين او ادني وانها مسألة وقت ريثما نتعرف علي بنودها من خلال اعلانها رسميا!خاصةً بعد لقاءات الآلية الثلاثية برئيس مجلس السيادة الانتقالي ونائبه دقلو في اجتماعين منفردين للتباحث حول اللمسات الاخيرة للتسوية
يري الخبراء انها عدة مؤشرات تجعلنا نتساءل هل بات انفراج الازمة وشيكا؟ لتنفيس الاحتقان السياسي وتشكيل حكومة مدنية لاستكمال مسار الانتقال الديموقراطي بالبلاد؟ خاصة بعد البشريات التي باتت تسود الساحة السياسية نتيجة التحركات الايجابية من مختلف القوى السياسية وخاصة المشاورات المكثفة مابين ممثلي المجلس المركزي و”حميدتي” بحسب جريدة” الشرق”! وماهو معروف من جدية النائب حميدتي وحرصه علي التوافق السياسي وترديده في اكثر من تصريح وحوار نأي المنظومة الامنية عن الساحة السياسية وخروجها من الصراع السياسي بالبلاد! داعيا المكون المدني للتوافق واتخاذ كافة الضمانات التي تؤكد صدق موقف المنظومة الامنية وجديتها في ذلك وهو ما اشار اليه البعض بضمان الآلية الثلاثية كمراقب دولي علي التسوية والاتفاق!
مع كل هذه البشريات والأجواء الإيجابية التي يأمل فيها السودانيون ان تكون عملية التسوية التي تباشرها الآلية الثلاثية لها القدرة علي تضميد جراح الوطن المثخنة ونهاية الأزمة السياسية المستحكمة مع الرجاءات التي لاتنقطع بعدم فشلها نتيجة لتشاكس القوى المدنية وصراعها الشرس علي كراسي السلطة والحكم مما افسد امر البلاد طوال الفترة الماضية بعد انتصار الثورة السودانية المجيدة!