إصلاح الامداد الكهربائي بين مهلة حمدوك وتعاطف سامنثا باور
اصبحت ازمة الطاقة خاصة الكهرباء بالبلاد أزمة عامة بل وقد تجاوزت المحلي للدولي سياسيا واقتصاديا خاصة وان هنالك سفينة تركية تربض بشواطئ البحر الاحمر لامداد مدينة بورتسودان بطاقة الكهرباء بملايين الدولارات ثم دخلت قريبا تصريحات اثيوبيا بدهشتها الرسمية من مفاوضة البلاد بشراء الكهرباء ورفضها لملء السد الذي يولدها!
امهل السيد رئيس مجلس الوزراء الانتقالي الدكتور عبدالله حمدوك وزير نفطه بمدة نصف عام حسوما لحسم ازمة الامداد الكهربائي بالبلاد! بينما يصرح وزير النفط المغلوب علي امره بان معالجة دائمة لازمة الكهرباء بالبلاد تحتاج الي حوالي ثلاثة مليار دولار بواقع خمسمائة مليون في الشهر مدة المهلة التي اعطاه لها “حمدوك” وكأنه يضع العقدة امام المنشار لعلمه بخواء خزينة الدولة وانها افرغ من فؤاد ام موسي بعد القائه في اليم خوفا من قتل فرعون طاغية زمانه! اذن بتصريح الوزير الهمام تصبح مهلة رئيس مجلس الوزراء تحصيل حاصل! تدويل ازمة الكهرباء لم يقتصر علي امداد البارجة التركية ولا الامداد الاثيوبي او ماهو مزمع مده من شبكة الكهرباء المصرية وانما وصل الي تفاهمات مع امريكا من خلال مدير وكاله التنمية الدولية “سامنثا باورك” التي تبادلت الحديث مع حمدوك حول وضع السودان للاستفادة من مشاريع الطاقة التي تدفع بها امريكا للمساهمة في توفيرها لدول افريقيا! خاصة وانها قد ابدت تعاطفا مع السودان حول انقطاع المد الكهربائي حينما انقطعت الكهرباء وهي في احد اجتماعاتها التي كانت تديرها ابان زيارتها للسودان فابدت تعاطفا مع السودان وانفعلت نتيجة انعدام الكهرباء ووعدت بان اولي مشاريع الوكالة ومن اولوياته المساعدة في مجال الطاقة بحسب موقف امريكا المعلن بمساندة البلاد في قضايا الانتقال!
الغريب في الامر غالب شركاء السودان الذين يعلمون جيدا اهمية الطاقة لتطوير البلاد ودعم انتقالها كما يعلمون جيدا قدرة البلاد وامكاماتها الضعيفة في هذا المجال؛ لم يحركوا ساكنا في المساهمة في اصلاح جانب الطاقة بالبلاد حتي اؤلائك الذين اعلنوا المساعدة في هذا الجانب! سواء دول الغرب او امريكا التي ابدت حزنها وتعاطفها من خلال تصريحات مدير الوكالة للتنمية الدولية!
ومايزال السودان في انتطار ايفاء شركائه بما وعدوا به من مساهمة في مختلف القطاعات التنموية! ويبدو ان السودان قد حاز جميع البيض في سلة واحدة هي سلة امريكا ومايزال في انتظار امريكا التي وعدت بالدعم والمساهمة في البنية التحتية للبلاد واهمها بلاء شك قطاع الكهرباء؛ فهل يطول الانتظار! ام ان مهلة حمدوك لوزير النفط هي المدة المتبقية لدخول هؤلاء الشركاء بصورة اكبر جدية في عملية تطوير البنية التحتية بالبلاد!
وقد اشار بعض الخبراء الي خطأ البلاد الاستراتيجي في تعويلها الكلي لتطويرها علي الشركاء الغربيين وأمريكا واغفال بقية المحاور الأخرى في العالم في تلميح الي ان قاعدة الدعم اللوجستي البحرية المزمع قيامها بحسب الاتفاق السوداني الروسي كان من شأنها المساهمة في تخفيف معاناة البلاد في الكهرباء علي ابسط تقدير في الساحل وشرق البلاد وامداد مدينة بورتسودان بكهرباء رخيصة وثابته بما جعلهم يتساءلون لماذا ينغلق السودان علي ذاته في عصر انفتاحه علي العالم ويلزم نفسه بمحور محدد؟!
ولكن التساؤل الابرز هو هل يفلح الشركاء وامريكا في تطوير قطاع الطاقة بالبلاد كما وعدوا ام تذهب وعودهم كما المصفوفات والمواقيت الخاصة بالتزامات رئيس الوزراء ادراج الرياح ثم تصبح نسيا منسيا دون اي ترجمة على ارض الواقع نتيجة لتعقيدات الاوضاع السياسية المسيطرة علي المشهد السياسي بالبلاد؟!.