إبراهيم القرشي يكتب “رحم الله ذاكرة الأمة السودانية الأستاذ الدكتور عبدالله حمدنا الله”
نعم ، (إنك ميت وإنهم ميتون) ولنا في قول الله وفي ذات رسول الله أسوة…ثم في قول الشاعر :
الناس للموت كخيل الطراد
فالسابق السابق منها الجواد
الموت نقاد وفي كفه
جواهر يختار منها الجياد
ترجل اليوم أحد فرسان حلبة الفكر والثقافة…أستاذ الأدب والنقد بجامعة إفريقيا منذ أكثر من عشرين عاما وعميد كلية آدابها وعمود كلية اللغة العربية فيها..أحد نجباء جامعة ام درمان الإسلامية.. نهل من معينها ثم وصله بدار العلوم والأزهر والجامعات المصرية…خبير الجامعات التشادية ومؤسسها..الناقد المتميز لثقافة السودان كله ، وثقافة أم درمان بوجه خاص.. العضو المؤسس الفاعل في كثير من المؤسسات الثقافية وعلى رأسها جائزة الطيب صالح العالمية و مشروع مائة كتاب في الثقافة السودانية والخرطوم عاصمة الثقافة العربية ومعظم المشروعات القومية الثقافية منذ أمد بعيد…
عرفت الراحل من بعيد منذ زمان متطاول وعرفته عن قرب منذ سنوات التحاقي بجامعة إفريقيا العالمية..كنت أحرص وأسعد باصطحابه في طريق عودته إلى بيته وهو في طريقي…متمنيا أن يطول المشوار..وكنت اقول لأخينا مدير الجامعة السابق البروفيسور كمال عبيد : لو كان الأمر إليَّ لوضعت مسجلا في موضع ربطة عنق الدكتور عبدالله ليسجل كل كلمة ينطق بها ثم تفرغ وترتب لاحقا…لأن الراحل لايتفوه في جد أو هزل إلا بما هو جديد على المعاصرين جدير بالتسجيل والتوثيق.. وهو حقا ذاكرة الأمة السودانية ومستودع معارفها الثقافية المدهش…
وقد صنعت جامعة إفريقيا خيرا كثيرا حين منحته بعض حقه وقلدته قلادة لقب( الأستاذ مدى الحياة) أو (البروفيسور المتميز)… وهي أعز واندر لقب في التعليم العالي…وما جاء ذلك من فراغ…
.سيفتقد عبدالله أهل تشاد عالمهم ومتعلمهم وستفتقده جامعة إفريقيا قاعة قاعة ومجمعا مجمعا وستفتقده أصقاع إفريقيا و وهاد آسيا فكم له في كل صقع من هاتين القارتين تلميذ محب نجيب..و سيفتقد عبدالله أهله في عديد البشاقرة وفي التكينة وماجاورهما.. وستفتقده الساحة الثقافية السودانية شبرا شبرا… فليمض إلى ربه راضيا مرضيا..فليس شيء أخلد للمرء من سيرة كسيرته ومن سريرة عاش بها بين الناس في نقاء سريرته… ومن صدقة جارية نافعة كصدقته علما وتربية وحسن عشرة وجميل صنيع…
اللهم إنا واريناه الثرى منذ لحظات وتركناه بين يديك وأنت أعلم بالنافع لعبادك..وقد أوصى بأن يدفن حيث يموت رفعا للمشقة وأن يصلى عليه في مسجد جامعة أفريقيا العتيق إمعاناً في الود والوفاء…اللهم فأنزله منازل الصديقين واجعله عندك في مقعد صدق عند ملبك مقتدر…
ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم….
إبراهيم القرشي
12/10/2022