لقاء البرهان وابي احمد على قمة تانا .. قراءة في ملف الازمة
شهدت العلاقات السودانية الاثيوبية توتر كبير في السنوات الماضية نتيجة الاختلافات حول سد النهضة وتغول الجيش الاثيوبي داخل الفشقة وقد كان مؤتمر تانا فرصة للالتقاء بين رئيس مجلس السيادة السوداني ورئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد اهتمت بها وسائل الاعلام بحسب تعقيد الخلافات بين البلدين خاصاً فيمايلي الحدود والاتهامات الاثيوبية للسودان بدعم جبهة التقراي ، يرى مراقبون أن اللقاء الثنائي بين البرهان وابي احمد قد يكون خطوة اولى للتفاهم وستكون خطوة مدعومة من الخارج بحسب ان هناك اشكاليات بمنطقة القرن الافريقي وان السودان له تاثيره في اعادة استقرار المنطقة العلاقة بين البلدين وقال المحلل المهتم بالشان الافريقي الدكتور المعز عبدالله أن الخلافات بين السودان واثيوبيا مصنوعة وذات ابعاد خارجية مشيراً الى أن التوترات حول سد النهضة ومشكلة الحدود بين الدولتين طفحتا للسطح فجأة وعقب سقوط الحكومة السابقة في السودان وقال مطلوب التفكير بشكل أعمق في إدارة العلاقة بين السودان وإثيوبيا سياسياً واقتصادياً وأن ذلك يستوجب الإستقرار السياسي الذي بدونه لن يستطيع كل من السودان وإثيوبيا تحقيق فائدة مشتركة وسط تزايد للسكان والمشكلات الاقتصادية والسياسية مشيراً الى ان تلك الخلافات اخذت تستثمر من البلدين لمواجهة الازمات الداخلية وتعبئة الشعبيين تجاه تلك القضية لتناسي الخلافات الداخلية موضحاً ان لقاء البرهان وابي احمد على هامش قمة تانا ليست الاولى لازالة الجمود بين الرئيسين وسبق وأن التقيا على هامش اجتماعات الايقاد مشيراً ان العلاقة بين السودان واثيوبيا تحتاج لاختراق حقيقي للتفاوض المباشر اجندة خارجية واضاف أستاذ العلوم السياسية محمد عبدالله محمد أن شرق ووسط افريقيا يشهد اضطرابات وعدم استقرار في السنوات الاخيرة وان السبب وراء كل ذلك هي المحاولات الامريكية التي تبحث عن موطأ قدم لها بتلك الدول فقد انشغلت الولايات المتحدة الامريكية منذ بداية التسعينات بالحرب على الارهاب وانشغلت بافغانستان والعراق وسوريا وليبيا وتونس وعندما انتهت من خطتها التدميرية لتلك الدول وجدت ان روسيا والصين بنتا علاقات كبيرة بافريقيا وحققتا استقرار كامل بالعديد من الدول من خلال تعاونهما الاقتصادي والسياسي والامني فكانت تلك قاصمة الظهر لواشنطن التي تحاول خلق فوضى كبيرة بافريقيا تمكنها من الاستقرار وهذا واضح في تدخلها بالشأن السوداني بعد ان استغلت الثورة السودانية وساعدها عملائها بان تاتي تحت مسمى الامم المتحدة مشيراً الى ان الازمة بين اثيوبيا والسودان من ضمن ذلك المخطط وجاء في هذا التوقيت الذي يفتقد فيه السودان لحكومة قوية ليجبروه على مساندة قرار مصر المتحالفة مع الولايات المتحدة الامريكية