هل بات مخطط تقسيم السودان على وشك التنفيذ؟!
في الوقت الذي تبذل فيه الجهود تجاه انجاز التسوية السياسية في البلاد تنشط أيادي سماسرة الازمات وتجار الحروب في تأجيج الفتنة والتحريض على القتل والعنف وتحريك النزاعات القبلية لزرع الفتنة وهدم الدولة السودانية. إن تنشيط ظاهرة الصراعات القبلية في السودان في الوقت الراهن وتحريك الفتنة، جعل المراقبون وكثير من الناس يتساءلون عن ما اذا كان حان موعد تنفيذ مخطط تقسيم السودان إلى دويلات متصارعة؟ ليسهل نهب الثروات والموارد.! ويقول الخبير والمحلل السياسي الدكتور محمود تيراب في هذا الخصوص إن عملية التفكيك وإعادة التركيب للدولة السودانية على اساس قبلي لم تتوقف منذ بداية الثورة بل اخذت شكلا جديداً يتجه نحو اتخاذ خطوات عملية وتنفيذ مباشر لجعل عملية التفكيك أمرا واقعا بالنسبة للمجتمع وذلك في أعقاب وصول مهندس التفكيك والتركيب رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس. وأشار تيراب إلى محاولات تنشيط الأحداث القبلية في منطقة النيل الأزرق لرفع اعداد الضحايا هناك، مبيناً أن تزامن هذه الأحداث مع احداث منطقة لقاوة بغرب كردفان، والاحتجاجات في عدد من المناطق. وقال تيراب إن الشاهد والعامل المشترك في هذه الأحداث هو إشعال الفتنة بين القبائل على نطاق واسع. وذكر أن هناك مخطط لتجزئة كردفان الكبرى على وشك التنفيذ يقوم على تنشيط الفتنة والمشاكل القبيلة بين مكونات غرب كردفان الحمر والمسيرية والنوبة وإتخاذها رافعة لهذا المخطط التدميري. وشدد تيراب على أهمية محاصرة مثل هذه المخططات بالعمل الجاد لبناء خطاب مضاد لخطاب الكراهية والفتنة والتحريض عليها، كونها تعمل على نزع روح التعايش السلمي والثقة وتجعل الأمان مفقود، وأشار في هذا الخصوص إلى تغلب رواندا على خطاب الكراهية عبر قوانين صارمة شنت حرب على الجهل عبر بناء مؤسسات تعليمية بها كافة المعينات الحديثة وانشغل المجتمع في بناء وتنمية الدولة. وطالب السودانيين كافة بمختلف مكوناتهم وقواهم السياسية والمجتمعية بالعمل على إيقاف كل ما من شأنه أن يهدد السلم المجتمعي ويزعزع الاستقرار ويفكك التماسك وإبعاد المتاجرين بقضايا الوطن وتنفيذ الاحقاد والكيد السياسي وعدم استيعاب خطورة ذلك على مستقبل وجود الدولة السودانية. وقد ظل النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو يدع باستمرار إلى التوافق بين مكونات المجتمع كافة ونبذ خطاب الكراهية الانخراط في الحوار لتحقيق التوافق الوطني، قائلا: “إن أيادينا بيضاء للجميع للجلوس ومناقشة قضايا الوطن لتحقيق الاستقرار”.