لمواجهات القبلية إلى متى بقلم اسماعيل شريف
تتجدد بين الحين والآخر الصراعات القبلية الطاحنة بين السكان في اقاليم السودان المختلفة وتتسبب في إهدار الدم السوداني تحت ذرائع مختلفة اهمها الصراع العبثي حول الملكية التاريخية للارض بما يعرف بالحواكير وارتباط قبيلة ما بمكان ما ونتيجة تضخيم الدولة لادوار الإدارة الأهلية مما افرز واقعا مشوها ومختلطا بالاعتماد على الحمية للقبيلة والعرق خاصة في ظل التعقيدات الأمنية والاقتصادية التي تمر بها البلاد بعد ثلاثة عقود من نظام قابض
شهدت ولاية النيل الأزرق مؤخرا صراعا دمويا سقط فيه عدد كبير من الضحايا وتسبب في نزوح الاهالي إلى مناطق أخرى من الإقليم كما شهدت ولاية غرب كردفان صراعا مماثلا على ذات النهج والخلفية وسبق كل ذلك أحداث مؤسفة بشرق البلاد وغربها وهي في مجملها تاخذ طابعا واحدا متماثلا يتخذ من الانتماء للارض ذريعة للاقتتال
يموت هذا وذاك وتبقى الأرض تنتظر من يعمرها ويفلحها فهي كالانثى تحمل بالحلال ولاتنتظر اكتمال العدة.
وتجد الدولة نفسها ملزمة بفك الارتباط بين الأطراف باللجوء لدولة القانون والاحتكام إلى أن المواطنة تتيح لأي مواطن الإقامة والتنقل والامتلاك للارض في اي بقعة من بقاع الوطن العريض الذي يعاني اتساع الرقعة وقلة عدد السكان بالمقارنة بدول الجوار خاصة شمالا وشرقا فالسودان يتوسط اكبر كتلتين سكانيتين في منطقة شرق إفريقيا وهما مصر ذات ١١٠ مليون نسمة واثيويبا ١٢٠ مليون نسمة واذا لم يعي اهل السودان هذا الواقع فإن الصراع حول الموارد سيؤدي بهم إلى حافة الهاوية والهلاك اذا ماظلوا على حالة الشركاء المتشاكسون