(انواء) ..رمضان محجوب .. حادثة منجم “القعب”..!!
في حادثة غريبة ودخيلة على مجتمع الشمالية قامت مجموعة مسلحة وبكامل عتادها بالاعتداء علي منجم “القعب” للتعدين الاهلي والتي تقع غربي شمال مدينة دنقلا وتبعد عنها بحوالي عشرين كيلو متر؛ حيث اعتدت تلك المجموعة التي كانت علي متن عربة دفع رباعي علي العاملين بالمنجم واغتالت اشهر تجاره ونهبت منه اكثر من 50مليون جنيه “مليار بالقديم”.
ظهر الجمعة امس الاول حين اتصل بي احد الذين يعملون في ذات المنجم ولديه بئر هناك واخبرني بالحادثة وكان شاهد عيان عليها صدمت بما قال وتحسرت علي نعمة الامن التي تبعثرت من المنطقة والتي كانت تميزها فيما قبل دون سائر مناطق السودان الاخرى.
يقول شاهد العيان ان الحادثة بدأت قبل صلاة الجمعة بقليل حين دخلت عربة ذات دفع رباعي الي وسط المنجم وبها سبعة رجال مسلحين وملثمين يبدون من سحنتهم والسنتهم انهم من خارج الولاية الشمالية حيث بدأوا في ارهاب الجميع وسألوا تحديدا عن التاجر عمر حافظ وهو من تجار الذهب المعروفين بالمنجم وهو رجل بر واحسان ومشهود له بالاستقامة واعمال الخير بين العاملين في المنجم.
حين عرفهم التاجر حافظ بنفسه احاطوا به باسلحتهم احاطة السوار بالمعصم ووضع كبيرهم سلاحه “كلاشنيكوف” على راس حافظ وسأله بغلظة وتهديد عن المكان الذي يضع فيه ماله وذهبه.. وتحت تهديد السلاح ارشدهم “حافظ” الي ماله وذهبه فقاموا باخذ ماله الذي يقدر بحسب مقربين منه بحوالي “40” مليون جنيه بجانب ذهب تبلغ قيمته تقريبا نصف المبلغ المنهوب.
لم يكتف النهابون باخذ مال حافظ وذهبه بل اخذوا “حافظ” نفسه في عربتهم وهم يغادرون المنجم وسط ذهول وهلع كل العاملين في المنجم… ليقوموا بتصفية حافظ بطريقة وحشية والقاء جثته في َمنتصف الطريق الرابط بين المنجم ومدينة دنقلا!!! .
سيدي والي الشمالية المكلف الباقر احمد علي دعني تذكرك بمناسبة هذه الحادثة الدخيلة على مجتمع وانسان الشمالية توضح بجلاء اهمالكم لجانب مهم لانسان الشمالية وهو توفير الأمن والامان له وهو امر مقدم على كل مطلب أخر لديه.
لا نريد للتاريخ والذي لا يرحم بان عهدك في الولاية كان اسوأ عهود الحكم فيها حين انفرط عقد الأمن بالولاية الشمالية وضاع الأمان الذي كان ولا زال يميز مجتمع الولاية دون غيرها من الولايات الاخرى.
وقبل اجتماعاتك المتكررة مع قادة الشركة السودانية للموارد المعدنية لتعزيز السلامة والصحة المهنية والحفاظ على البيئة بمناجم الولاية امن هؤلاء العاملون في مناجم الولاية في انفسهم وفي اموالهم؛ قبل ان تبحث عن حلول لقضايا اخرى ثانوية لن تكون دون امنهم وامانهم.
سيدي الوالي… المطلوب الان وبسكل عاجل القبض على هؤلاء الجناة وتقديمهم لمحاكمة عاجلة لتكون العقوبة رادعة لغيرهم يعود بها الاطمئنان لهؤلاء المفزوعين وبعض الثقة في حكومتك ولجتها الأمنية. فان فعلتم ذلك اخمدتم “فتنة كبرى” ارى كثير من الناس يسعى بقوة لايقاظها من سباتها العميق؛ فاصغر مطالب هؤلاء هي الدعوة لحمل السلاح للدفاع عن النفس لمنع تكرار ماحدث في “منجم القعب”!!.