لواء شرطة م عثمان صديق البدوي (قيد في الأحوال) .. أيها المرور : الأمر أخطر! .. ليست الغاية “الجباية”!!
كشف مدير دائرة مرور ولاية الخرطوم ، قبل أسابيع خلت، أنّ 60٪ من العربات بالولاية غير مرخصة، داعياً أصحاب المركبات للمسارعة بإكمال إجراءات الترخيص، وأعقبه تصريح مدير إدارة الترخيص بدائرة مرور ولاية الخرطوم ، الذي أفاد بأنّ من أهداف الحملة المرورية هو مساعدة المواطنين و(تحفيزهم) للإقبال على إكمال إجراءات ترخيص مركباتهم.
وأمس خرجت إدارة المرور ، (لتدعو) جميع المواطنين والشركات الخاصة والعامة و(المؤسسات الحكومية) الذين تحمل مركباتهم لوحات مرورية قديمة لا تحمل إسم السودان ، إلى توفيق أوضاعهم خلال فترة خمسة عشر يوماً، وأعلنت عن عقوبات صارمة للمخالفين. وقبل ثلاثة سنوات قالت اللجنة السودانية العليا لجمع السلاح والسيارات غير المقننة أنّ هناك 300 ألف سيارة غير مقننة في ولاية الخرطوم .
إدارة عامة، ومختصة في عمل المرور ، تعترف بأن 60 ٪ من العربات بالولاية غير مرخصة، وذات الإدارة تخرج علينا أمس بأنّ هناك عربات حكومية وعربات شركات عامة وخاصة وعربات مواطنين تحمل لوحات مرورية قديمة لا تحمل اسم السودان ، ودعت كل هؤلاء إلى توفيق أوضاعهم خلال خمسة عشر يوماً، تليها عقوبات صارمة.
الموضوع ليس موضوع دعوة ومناشدة للإقبال على الترخيص بالترغيب والتحفيز، ثم الترهيب بعقوبات صارمة لمزيد من الإيرادات للخزينة العامة وخزينة المرور !
الموضوع أكبر وأخطر !، وخطورته تكمن من جراء سير معظم سيارات العاصمة على طريق دون ترخيص، وبالتالي دون هويّة للعربة وهويّة لراكبها، الخطورة في الأثر الإقتصادي الذي يسببه هذا العدد المهول من السيّارت التي “ماشّا أُم فكّو” في الشارع العام ! ، وهي متهالكة وتحتاج لقطع غيار يتم استجلابها بالعملة الصعبة ! والخطورة في العبء الإقتصادي والإضافي على الطرق المعبّدة والغير مؤهلة وعدم تحمُّل تدفُّق هذه الكميات الضخمة ، وهي بدون لوحات وبدون رخص !.
أما الخطورة الأمنية من حركة هذه السيارات ، وهي بدون لوحات ، استخدامها في ارتكاب الجرائم، الأمر الذي يصعِّب من ضبطها، وبالتالي صعوبة اكتشاف الجريمة، والخطورة الكبيرة دخول ما يُسمي بسيارات “بوكو حرام” والتي الكثير منها مطلوب للإنتربول ومعظمها مسروقة ، وتدخل البلاد “مُهرَّبة” وصاحبها في الغالب “إرهابي”! ، هذا بالإضافة لوقوع الحوادث التي تسبب الموت والإصابات والتلف ، وخلق أزمة مرورية يومية بالعاصمة، وأنت تتنقّل من منزلك لمكان عملك في بطء شديد، لدرجة إن أطلقوا سلحفاة، فهي تصل قبلك، من شدة الزحام وبطء حركة السير !
آخر السطور :
ثلاثة أرباع العربات التي تسير علي شوارع العاصمة غير مرخصة، وباعتراف مدير المرور نفسه ! ، وبالتالي عدم ترخيصها يؤثر تأثيراً مباشراً في الإقتصاد والأمن كما أوردته أعلاه !
لكن ما ألّمني أكثر ، هو مناشدة مدير المرور بالأمس ليدعو !.. تخيّل!…. يدعو مَنْ؟!.. يدعو بعض المؤسسات الحكومية التي تحمل عرباتها لوحات (مرورية قديمة) لا تحمل (اسم السودان) ، بأن توفِّق أوضاعها خلال خمسة عشر يوما !!.. وإذا كانت الحكومة نفسها لا تعبأ بأن يُكتب اسم السودان ، فعلي السودان السلام !!!
وعلى اقتصاد بلدنا سلام
وعلى أمن بلادنا سلام
وعلى مرور بلادنا سلااام
والسلام
لواء شرطة م
عثمان صديق البدوي
4 نوفمبر 2022