مناشدة (جقارم) .. قصة إنسانية حظيت بإستجابة حميدتي
جسدت الإستجابة السريعة لنائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو لمناشدة الناشط الإسفيري وصانع المحتوى هشام محمد أحمد الشهير بـ (جقارم) أروع معاني الإنسانية، وتفاعل القادة مع مكونات الشعب. وتعود تفاصيل القصة إلى ظهور الشاب (جقارم) في بث مباشر على الفيسبوك وهو يطلب العون والمساعدة من القائد العام لقوات الدعم السريع لعلاجه من مرض شل حركته ولم يمكنه من القيام بأبسط أمور حياته اليومية. ووجه جقارم الرسالة لقوات الدعم السريع ولحميدتي وآل دقلو يطلب المساعدة بمبلغ محترم يعينه على العلاج. وقال الناشط الإسفيري أنه يعاني من إشكالات على مستوى الركب والمفاصل، وأجزاء أخرى من جسده أقعدت به وجعلت الصعوبات تلاحقه في حياته البسيطة، رغم ظهوره اللافت في كثير من الفيديوهات، مما جعله من أشهر صانعي المحتوى في السودان.
من جانبه إستجاب نائب رئيس مجلس السيادة لحالة (جقارم)، ووجه بالتواصل فوراً مع أسرته لإبلاغهم بتكفله بعلاجه كاملاً. ووصل وفد دقلو بالفعل إلى الأسرة التي إستقبلتهم بحفاوة بالغة وفرح كبير، مشيدين بسرعة الإستجابة. وقالت والدة الشاب (جقارم) أن هناك كثير من الناس إتصلوا بهم، وعرضوا المساهمة في علاجه، ولكن كانت أحاديثهم بدون فائدة ولم يفوا بوعودهم. وأضافت: (قلت لإبني جقارم أن هناك شخص واحد يمكنه أن يساعدك، وليس غيره، فوافق وأرسل رسالته التي وجدت إستجابة فورية، بإتصال، ثم حضور مناديب نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع، مما أدخل الفرح في نفوسنا، وبالأخص جقارم الذي رقص إحتفالاً بالإستجابة، وإنهمرت دموع الأسرة تقديراً للفتة الإنسانية والتجاوب السريع مع حالة إبننا.
وحول هذه الوقفة الإنسانية المؤثرة قال مدير دائرة التوجيه والخدمات، ممثل نائب رئيس مجلس السيادة ـ قائد قوات الدعم السريع المقدم مصعب أحمد محمد أن الزيارة والإستجابة لحالة جقارم وأسرته جاءت بتوجيه من الفريق أول محمد حمدان دقلو، بعد الفيديو الذي حوى المناشدة، وتم تداوله على نطاق واسع في وسائل الإعلام المختلفة. وأكد مصعب أن جقارم يحتاج للعلاج والحركة حتى يستطيع أن يؤدي مهامه وإحتياجاته اليومية، ومن ثم العودة للدراسة والتأهيل، حتى يطور من قدراته وينفع بإمكانياته البلاد والعباد.
وأبدى الناشط الإسفيري هشام محمد أحمد (جقارم) في تصريح صحفي تفاؤله بمستقبل مشرق، بعد أن يخضع للعلاج ويتعافى جسده من الآلام والأوجاع، متمنياً أن يعود مجدداً إلى قاعات الدرس، كاشفاً عن رغبته في الدراسة بالمعاهد الإلكترونية. وقال جقارم أن لديه مواهب كثيرة في شتى المجالات، ويطمح في تفجيرها بعد رحلة التعافي ليظهر في المحافل المحلية والإقليمية والدولية، ويرفع إسم السودان عالياً. ووجه جقارم رسالة شكر لنائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو لإستجابته السريعة وتبنيه لرحلة علاجه.
وحظيت إستجابة دقلو لحالة جقارم بتداول واسع على وسائط التواصل الإجتماعي، وبقية وسائل الإعلام. وثمن ناشطون الخطوة وإعتبروها إمتداداً لجهود دقلو في الإهتمام بأبناء الشعب السوداني بدون تمييز، إلى جانب مساهمته الكبيرة في علاج مصابي ثورة ديسمبر. وقال الخبير الإعلامي أحمد محمد أن مثل هذه الحالات الخاصة (حالة جقارم نموذجاً) تظهر للرأي العام من هم أصحاب القلوب النابضة ومن يتحسسون الأعين الدامعة ويحاولون إيقاف إنهمارها. وأضاف أحمد: (هناك من يخلقون من مثل هذه الظروف اليائسة روحاً إيجابية ووثابة ويستبدلون دموع الأحزان بالافراح تركيزاً على الحالات الإنسانية، وهي بالتأكيد تعكس مدى صدقية وأخلاقية القيادة تجاه شعبها وتلمس حاجاتها).