*الدايم الله يافلال .. محجوب فضل بدری
-هو يكبرنی بعقدٍ ونصف العقد من الزمان،وهو صهری،وهو جد أولادی،بَيْدَ كنتُ أراه أخی الأكبر،كما إنَّ تفاصيل حياته الأولی تُشَابِه تفاصيل حياتی،تَيَتَمَ صغيراً مثلی،وعكفت والدته الحاجة (رحمة) علی تربيته بعد ترمّلها،كافحت لكسب قوت عيالها وحيدة مثل أمی (سكينة) وشقَّ الصغير دربه فی الحياة وحيداً،مثلی،وجاء للعاصمة من قريته (التُّكاوين) أحد أحياء (الباوقة)
ودخل مدرسة المساعدين الطبيين،وتخرَّج فيها (فنی تخدير) وعمل فی مستشفيات العاصمة،بمستشفی الخرطوم بحری،ومستشفی ابن سينا،ومستشفی الدكتور إبراهيم الجاك الخاص ببحری،وكان يبذل خدماته لكل محتاح،ويختن الأولاد،دون أن يشقَّ علی ذويهم،وتزوج من كريمة صديقه (المك ميرغنی الخير) من أهالی الجريف شرق،أُصُوله من (كلی) وولدت له محاسن(بت المك) ولده الوحيد (المهندس فخر الدين) ومن البنات،ناهد و ايناس و عبير و بهجة و وشاح و عفاف و مولانا وهج، فرباهنَّ واحسن تربيتهنَّ وزوجهن كلهن،فله الجنة ان شاء الله وفی الحديث:-
( *مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلاثُ أَخَوَاتٍ أَوْ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتَانِ فَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُنَّ وَاتَّقَى اللَّهَ فِيهِنَّ فَلَهُ الْجَنَّةُ* )
-ونشهد الله انه كان حسُن الصحبة لبناته السبع ولأخواته،وقد إتقی الله فيهن كلهن،ومن فرط حبه لأخواته كان ينادی اولاد اخواته فلان ود فلانة اختی، ومنهم الأستاذ الكبير حسن أحمد الحسن فيقول له ( *حسن وَدْ عَشَّه أَخْتِی* ) ويطرب حسن لذلك ويعجبه أن يناديه خاله بهذا اللقب المحبب۔
– *إبراهيم بَابِكر فَلَّال* لم يلقی عن كاهليه سلاح العمل أبداً،حتی وافته المنية،فقد كان محباً لعمله ،وكأنه فی غرفة العمليات وذلك ما إنعكس علی تفاصيل حياته اليومية،فقد كان حريصاً علی النظافة،بشكلٍ مدهش،حتی ليكاد أن يكون فی حالة تعقيم مستمِر،وكان رابط الجأش،لا يخشی منظر الدماء وهی تسيل، وكان ثابتاً كالجبل لا تهزه عواتی الرياح، فقد كان يقف علی قدميه الساعات الطوال أثناء العمليات الجراحية،ثمَّ لم يجد فی نفسه حرجاً من الإلتحاق بدورة تدريبية متقدمة -بعد ما أُحيل علی التقاعد- فكان يحمل دفاتره وأقلامه ويبكر فی الذهاب الی قاعات الدرس بجامعة الخرطوم وطلابها بِعُمْرِ أحفاده،وكان مخلصاً فی ولاٸه لحزب الأمة جناح الصادق،وكان حريصاً علی مشاعر الآخرين،حتی انه إستأذننی -بكل أدب- قبل أن يوجِّه الدعوة للإمام الصادق لحضور عقد قرانی من كريمته وشاح،وهو يعلم بأنَّ سعادة المشير البشير رٸيس الجمهورية سيشهد عقد القران وكيلاً عنِّی،فلم أُمانع بطبيعة الحال،لعلمی التام بأريحية العلاقة بين (السيد الرٸيس والإمام الحبيب)
-كان فلال شاعراً يكتب الشعر ويلقيه فی بعض المناسبات،وفناناً ذو حسٍ مُرهَف،وحريف كونكان نمرة واحد،تستمتع باللعب معه لحرفنته ولسماع تعليقاته الساخرة الساخرة،وكان مٶذناً حسن الصوت،حريصاً علی الجماعة،مشجعاَ عنيداً لنادی الهلال۔
-كان رحب الصدر طلق المحيا مضيافاً،وكانت عاٸلتة الكبيرة،التی تضم الابناء والبنات والاحفاد والاسباط،وابناء الاخوات وابناء الاخوان تلتٸم بمنزله يوم الجمعة من كل اسبوع حيث تحفل الماٸدة بأطايب الطعام،ويأتلِقَ الجو بحلو الكلام،وتنطلق الضحكات فی أطيب مقام،ويتفرق الجمع بعد حلول الظلام،علی أمل اللقاء فی قادمات الايام۔وكان وجوده ينفخ التفاٶل فی أشرعة الجميع حتی استقر جثمانه فی مقابر ناصر بالجريف شرق،وخلَّف فی نفوسنا ألماً وحُرقة،ولا نقول إلَّا ما يُرضی ربنا۔الدايم الله يافلال۔
– اللهم إنًّا نشهد إنَّ عبدك ابراهيم فلال(الخليل) كان يشهد أنَّكَ أنت الله لا إلٰه إلا أنتَ ،وأنَّ محمداً عبدك ورسولك وخيرتك من خلقك وصفيًّك وخليلك،ومات علی ذلك ،اللهم فتقبَّل توبته،وأغسل حوبته،ونَقِّه من الذنوب والخطايا كما يُنقی الثوب الأبيض من الدنس،اللهم واطرح البركة فی ذريته وعقبه الی يوم الدين،اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين،وصلی الله علی سيدنا محمد وعلی آله وصحبه وسلم