(بينما يمضي الوقت) .. أمل أبوالقاسم ..من ليلة رأس السنة..(ويا قلبي لا تحزن).. إليك سيدى..
من حق المواطن ان يخرج في اي وقت ويحتفل وأسرته في أي مكان، ومن حق الأحهزة النظامية عليه حمايته سيما في الظروف التي يعيشها السودان.
أمس خلت الشوارع الى حد من المارة الراجلين والراكبين خيفة وتوجس، ومن خرج لاى من الدواعى لم يسلم لا نفسه ولا سيارته من الرشق بالحجارة التي كانت أشبه بالارتكازات والكمين في وسط الطرقات وإشارات المرور.
على طريقة مكره أخاك لا بطل اضطررت للخروج لمناسبة هامة بصالة (برستيج) نهاية معرض الخرطوم ببري وقبيل الخروج حذرني ابنائي مرارا من مغبة ذلك وان (بري) تحديدا اخطر مكان للتجمعات والكمائن، اصريت وخرجت رفقة ابني لنكتشف ان جل الولاية (برى) بل انها كانت _ اي بري_ الأكثر هدوء مقارنة ببقية ارتكازات المتفلتين والصبية والصبيات من أبناء البيوت الذين لم يحسنوا تربيتهم كيف لا وهم يقذفون قارورات المياه والأكياس المعبأة على المارة والسيارات ، فضلا عن الرشق بالحجارة، وكم من سيارة تهشم زجاجها غير آبهين عن من بداخلها وما ان كان هناك أطفال أو سيدات أو كبار سن، كل ذلك أمام ناظر بعض الأسر التي كانت تراقب من أمام أبواب المنازل.
وهناك في الصالة كان الجميع يحكى عن ما لاقاه في طريق الوصول وكيف انهم راوغوا المتفلتين والفوضويين، وقد تسارع السواد الأعظم منهم للمغادرة باكرا وبينهم نحن تحسبا للطريق الذي ربما تتفاقم بشاعته.
العاشرة كانت السيارة تنهب بنا الأرض وقد بدت الطرقات شبه خالية اللهم إلا عند نادي النيل حيث التوافد البشري والسيارات المتراصة.
حتى مدينة بحرى كانت هادئة الى حد لكن وعند عدد من الإشارات المروية كان المتربصون بالمارة بالعشرات يحملون العصى وعمليات كر وفر تجرى بينهم الأمر الذي دفعنا لارتياد الشوارع الجانبية حتى وصلنا بيتنا في أمان
اضطررت مجددا للخروج لشارع المعونة حيث تجمع المطاعم وهي عادة درجنا عليها للاحتفال برأس السنة وقبيل الوصول للشارع الرئيس كانت هناك حافلة ركاب تسد الطريق نبهنى الراكبون والراجلون الى ضرورة تصفية السيارة جانبا وهو ما كنت انتويه تحسبا لكن لم اتخيل ان اشاهد بيان بهذه السرعة وصاحب الحافلة الذي تهشم زجاجه من كل الاتجاهات يحوم حولها متفقدا وكأن بي أتحسس
عبرة تسد حلقه، اما المطاعم التي كانت تضج بصورة مزعجة وقد تزينت بكل أنواع الزينة فقد بدت باهتة هذا العام وقد اصابها البوار.
هذا نموذج ضعيف الى جانب حادثة رئيس تحرير أخبار اليوم الأستاذ عاصم البلال الطيب ضمن نماذج أكثر سوء اخشى ان تردنا على خلفياتها وفيات وجرحى فرط الفوضى العارمة التي انتظمت الشوارع
وبالأمس صرحت الشرطة عدد من التصريحات بشأن تأمينها التام للولاية وجميع الولايات ولكن يبدو انه حبر على ورق وقد خلت الشوارع من مظاهر الأجهزة الأمنية تماما فطيلة جولتي هذه لم التقى بارتكاز شرطي سوى أمام نادى النيل وبصورة كبيرة وكأن كل احتياطى الخرطوم استنفر هناك رغم ان الطبقة التي ترتاده لا تحتاج لتدخل شرطى اللهم إلا حماية لهم بينما البقية الباقية ( تاكل نارها).
والغريب في الأمر ان العام الفائت وقبله كان انتشارها اوسع حتى أمام المطاعم وعند محال التجمعات بينما غابت في أكثر الأوقات حاجة.
عفوا للظن لكن كثيرا ما ينتابني ان الشرطة وغيرها تتعمد غض الطرف والا فكيف لها ان تترك المواطن نهبا لقطاع الطرق والمتفلتين وهي تعلم مكانهم؟ وكيف لها ان تترك المخدرات تباع في سوق الله أكبر وهي كذا تعلم مكان تسويقها. اي نعم لا ننكر جهدها في الضبطيات والكبيرة منها التي تستهدف عقول الشباب لكنها بالمقابل تتهاون في الذي تسرب واصبح كأى سلعة يتم ترويجها ودونكم مقطع فيديو لشاب حماه الله قال فيه ما ذكرت، كما وانني استشهدت في مقال سابق عن مكان شاهدته بأم عيني. واخشى ما اخش ان تكون للسياسة أيضا يد في التخاذل الواضح للشرطة وان هناك يد تبنى وأخرى تهدم او اي شيء من هذا القبيل وهذا ما لا نتمناه فعهدنا بالشرطة التي كانت غير ذلك.
السيد رئيس المجلس السيادى تطرق في خطابه أمس بمناسبة الذكرى 67 لاعياد الاستقلال. تطرق لأمر المخدرات وان هناك جهة تستهدف عقولهم عبر الإدمان والتطرف الفكرى وهو كذلك لكن يا سعادة “البرهان” لا ينبغى ان يكون حديثك عابرا فليس هناك اخطر وأهم من حماية عقول شبابنا وحماية مواطن هذا البلد الذي اصبح فيه الموت اهون من شرب المياه وكفى ببعض الولايات نموذجا، ليتك تتشد في هذا الملف وتتابعه بنفسك فما يجرى مسؤوليتك أولا وأخيرا حتى بعد ان تتفرغوا للمهام الأمنية، احكم قبضتك الأمنية سيدي وسخر الأجهزة الأمنية وعلى رأسها جهاز المخابرات عندها ربما تصيب نجاحا يحسب لك، وما زالت ثقتنا في الأجهزة الأمنية كبيرة فقط فعلوها مع المتابعة.
اللهم احفظ السودان وأهله، اللهم أجعله عام رخاء وأمن وأمان.