حميدتي في جنوب دارفور .. دعوات لإخماد الحرائق والفتن
طالب نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو بضرورة الوقوف والتصدي لأصحاب الأجندات من الناشطين الذين يحيكون الأكاذيب والفتن وسط المجتمع، ويثيرون النعرات القبلية والعنصرية، مشدداً على ضرورة نشر ثقافة السلام والتعايش السلمي بين كافة المجتمعات. وأكد دقلو خلال زيارته للمناطق المتضررة من هجوم غادر بمحلية بليل بولاية جنوب دارفور أنه لا تسامح مع أي معتدي، مطالباً مواطني تلك المناطق بعدم التستر أو حماية أي مجرم أو متفلت، والمساعدة في تقديم المعلومات الصحيحة للجنة التحقيق عن الجهات أو الأفراد الذين حرقوا ونهبوا بعض المناطق بالمحلية.
وقال دقلو، إن الحكومة حريصة على وضع حد لتلك التجاوزات والأحداث المؤسفة، بإتخاذ التدابير الأمنية، من خلال وضع إرتكازات أمنية للمناطق المتأثرة بالأحداث، وطالب المواطنين بالتعاون مع لجان التحقيق ومدها بالمعلومات الحقيقية، والكشف عن المتفلتين الذين تسببوا في الأحداث، فضلاً عن الإدلاء بالمعلومات الحقيقية عن الممتلكات التي فقدت والمنازل التي حرقت، والشهداء والجرحى والمفقودين. وأكد نائب رئيس مجلس السيادة أن الحكومة ستضع خريطة طريق وسياسة أمنية محكمة لوضع حد لهذه التفلتات عبر إنشاء إرتكازات شرطية لحماية المواطنين.
وقاد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو وفداً رفيع المستوى إلى محلية بليل بولاية جنوب دارفور للوقوف على مجمل الأوضاع الأمنية والإجتماعية والإنسانية، بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها المحلية. وضم وفد النائب كل من عضو مجلس السيادة الهادي إدريس، وقائد القوات البرية الفريق الركن رشاد عبدالحميد، وممثل قوات الشرطة الفريق محمد إبراهيم عوض الله، وممثل جهاز المخابرات اللواء أمن أبو عبيدة ميرغني فضل، وعدد من القيادات العسكرية وقيادات الإدارة الأهلية.
من جانبه قال الخبير الإعلامي والمحلل السياسي كمال الطاهر أن ملاحقة مثيري الفتن ودعوات العنصرية وخطاب الكراهية تعتبر من أخطر الظواهر التي يجب محاربتها من كل فئات الشعب السوداني. وأكد الطاهر أن العملاء وبعض الناشطين يسعون لخلق بيئة خصبة لتنفيذ أجندتهم، بإشعال الحرائق في دارفور وإثارة الفتن ليهيئوا الأجواء لتمرير أجندتهم ومخططاتهم الخبيثة. وقال الخبير الإعلامي أن زيارة دقلو للمناطق المتضررة كان لها مردود إيجابي وأثر كبير على الأسر والمجتمعات المتضررة، وهي بمثابة الترياق الذي سيمنع المخططات الخبيثة من التمدد في مجتمع دارفور الذي تعافى، ولن تثنيه مثل هذه التفلتات، ولن تعيده المؤمرات إلى الوراء.
وكان مواطنو مناطق قشطير، فج الخلا وغبشة، وأربعا جميزة، وحجير سمبو تقلا وأم ترينا وأموري بولاية جنوب دارفور قد أشادوا بإهتمام نائب رئيس مجلس السيادة بقضاياهم، وتفقد أحوالهم والإستماع لمشاكلهم، ووقوفه ميدانياً على الإعتداءات التي تعرضوا لها، مؤكدين تعاونهم مع الأجهزة الأمنية من أجل كشف الجناة الحقيقيين وتقديمهم لمؤسسات العدالة، مثمنين أدوار القوات النظامية التي بذلت جهوداً مقدرة لإحتواء المشكلة، ومنع تمددها للمناطق الأخرى. ورحب المواطنون بإعلان نائب رئيس مجلس السيادة عن نفير لدعم ومساعدة المتضررين، بمشاركة رجال الأعمال والخيرين والغرفة التجارية ومنظمات المجتمع المدني، وذلك لتخفيف وطأة المعاناة عن كاهل الأسر المتضررة.