(رد فعل).. عماد ابوشامة .. معالي الوزير
• مابين استقبال الناس لخبر تكوين حكومة جديدة واستقبال الوزير نفسه لخبر تعينه وزيرا يكمن التنبؤ بالنتائج .. فيما يخص المواطن فالاحباط هو سيد الموقف من فشل السابقين وبارقة الامل الضعيفة في القادمين (التنهيدة مابين الخازوق والخازوق).. اما فيما يخص الوزير نفسه فانك ان رايت التهاني والزعاريد والذبائح والحلوى والمهنئين يحاصرون داره فاعلم ان النتيجة المرجوة واحدة بين السابقين واللاحقين.. وان الامر لايعدو كونه مداورة للاستمتاع بالسلطة وبهرجها .. ولايهم ان كان المواطن سعيد ام تعيس .. المهم ان يسعد (الوزير) هو قليلا.. ولا يشغلنه شاغل عن هذا التحول التاريخي في حياته.. فالمناصب زائلة ولكن تبقي لحظة المتعة في الخيال.. فللذكريات ايضا متعة.
• يحضرني في مثل هذه اللحظات دائما فيلم الراحل احمد ذكي (معالي الوزير) تاليف وحيد حامد الذي يعبر بصدق شديد ان تلك اللحظات في حياة اي انسان في عالمنا الثالث مفصلية سعادة غير مسبوقة ولا ملحوقة..
• رافت رستم (احمد ذكي) اختير عن طريق الخطا ليكون وزيرا .. قال بعد ادائه للقسم بينه وبين نفسه اقسم بالله العظيم ان احترم هذه الصدفة وهذة الغلطة التي جعلتني وزيرا وان احسن استغلالها..
• وبالفعل استغل رافت رستم هذه الصدفة استغلالا لا هوادة فيه فسادا وسوء ادارة وعاش اطول فترة يمكن ان يبقاها وزيرا في وزارته..
• وهذا بكل اسف ديدن كل من لبس البدلة والكرفتة وادي القسم وتوجه الي السيارة الميري والمنزل الميري والمكتب الفاخر .. ليشعر دائما هؤلاء بان الفرصة جاءت للوطن لكي يخدمه وليس هو من جاء لخدمة الوطن.. وتكون الحالة دائما بالنسبة له تشريفا وليس تكليفا.
• ماحدث خلال الايام التي سبقت اعلان الوزارة الجديدة تؤكد ذلك .. الفرصة التاريخية التي ساقها القدر اليك رزقا حلالا طيبا .. ضع ضميرك في ثلاجة منزلك القديم او ان شئت في ثلاجة مكتبك ولا تسترده ابدا الا في اليوم الذي تلملم فيه اضابيرك الفارغة لتسلم الوزير الذي يخلفك واترك بابه الثلاجة فاتحا ليضع ضميره ومسوؤليته هو الاخر في ذات الثلاجة .. فنحن ليست لدينا القدرة لنضحي من اجل الجماهير والاوطان فهذه مثالية قرون وسطي ممارستها في هذا الزمان مجرد هبل وعبط ليس الا.
• الهيلمانة والبهرجة والهالة التي كانت تحيط بالوزير في العهد المباد لم تتغير لان النفس واحدة وان اختلف الانتماء السياسي والايدلوجي لذلك تخلف سلوكا واحدا يتعامل مع عطية السلطة علي انها غنيمة يجب احسان استغلالها تماما كما فعل رافت رستم في فيلم معالي الوزير.
• كأنما انجزنا ثورة بلا مبادي ولا قيم ولا اخلاق..او ولينا الامر من هم دون تلك المبادي والقيم والاخلاق..
• حسبنا الله ونعم الوكيل.