هل يهدد ملف شرق السودان الاتفاق السياسي والعملية السياسية برمتها؟
علق عدد من الخبراء والمحلليين السياسيين على تصريحات الناظر محمد الامين ترك أمام حشود من جماهيره بشرق السودان حيث وجه دعوات صريحة للانفصال ووجه دعوات خطيرة جداً للرئيس المصري للتدخل في شرق السودان. وقال الدكتور أحمد حسن الخبير والمحلل السياسي إن تصريحات ترك تهدد الامن والاستقرار والسلام في السودان وتمهد الطريق لتمزيق وحدة السودان وتشجع الاخرين في ولايات السودان لمعالجة مشاكلهم بنفس الطريقة متسائلاً هل يدرك العسكريين وشركائهم الموقعين على الاتفاق الاطاري خطورة الموقف وسيقومون ببذل أقصى ماعندهم من جهود وعبقرية سياسية وطنية لتبديد مخاوف الممسكين بالاحداث الان في الشرق وعلى رأسهم الناظر ترك وحشوده ويؤكدوا لهم بأنهم أبناء السودان ولايستطيع أي أحد إقصائهم من المشهد السياسي وان للشرق قضايا هي محل إحترامهم وتقديرهم وكل مشكلة أو مظلمة يمكن نقاشها بروح وطنية بعيداً عن التدخلات الاجنبية التي لاتريد خيراً للسودان وشعبه مبيناً أنه على المؤسسة العسكرية وشركائها الذين وقعت معهم الاتفاق الاطاري ودشنت معهم بداية العملية السياسية أن يفكروا جميعاً خارج الصندوق بعيداً عن المكاسب الذاتية والاقصاء وإسكات صوت الاخرين ووضع نصب أعينهم مصلحة السودان أولاً قبل كل شيئ والدخول في حوار مباشر مع الناظر ترك مؤكداً أنه بات الان واضحا من يمتلك الثقل السياسي والجماهيري في شرق السودان. لافتاً إلى أن أي تعالي سياسي أو الجنوح نحو منحى إقصائي لملف شرق السودان وقيادات الشرق الممسكة بزمام المبادرة السياسية الان سيتسبب في تفجر الاوضاع في الشرق أكثر فأكثر ويمضي به نحو الانفصال كما إنفصل وذهب جنوب السودان. وعلى صعيد متصل أبان الدكتور عبدالحليم بشارة الخبير والمحلل السياسي أن التدخل الاجنبي في السودان أصبح طبيعياً ويحدث في الخرطوم كما يحدث في شرق السودان منوهاً إلى أن كل المحاور المعروفة في الاقليم وأطراف عديدة من المجتمع الدولي ينشطون الان في كل مايدور في السودان وذلك تحت سمع وبصر الاجهزة الامنية والاستخباراتية والسيادية السودانية وليس غريباً أن يحدث ذلك في ملف الشرق مشدداً على ان وحدة وإستقرار وسلام وسيادة السودان وسلامة أراضيه خط أحمر لايمكن باي حال من الاحوال إخضاعها للمزايدات والصراعات السياسية خاصة صراع النخب السياسية في الخرطوم. وأضاف بشارة إن الفترات الانتقالية هي فترات قصيرة في كل الدول بما فيها السودان وهي ليست فترات للفعل السياسي والصراع على السلطة مؤكداً أن الصراع على السلطة يجب أن يكون في صندوق الانتخابات على أن تدار الفترة الانتقالية بواسطة الكفاءات الوطنية على أسس تهيئة البلاد والشعب للانتخابات وليس على أسس الصراعات والانتقام والتشفي السياسي وإقصاء الاخرين ومحاولة السيطرة على كامل المشهد موضحاً أنه إذا تمت إدارة الفترة الانتقالية وفق ذلك فلن يكون هناك أي صراعات لافي شرق السودان أو غيره من الولايات. ودعا بشارة القوى السياسية السودانية للاخذ في الاعتبار الدعوات الصادقة والعميقة التي أطلقها ورددها كثيراً الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع بعدم الاقصاء وان يقبل السودانيين بعضهم البعض ويتعايشوا مع بعضهم البعض وانه إذا لم يحظى جارك بالامن والسلام والاستقرار فلن تحظى به أنت أينما كنت مؤكداً أن قبول السودانيين لبعضهم البعض هو من سيجنبهم الاقتتال الداخلي وضياع وطنهم ونقل إحدى النماذج الليبية أو السورية أو اليمنية إليهم مشيراً إلى أن ذلك بات الان واردا جداً إذا لم يتدارك حكماء السودان الموقف