أمل أبوالقاسم.. تكتب في (لينما يمضي الوقت) …عندك “خت” ما عندك شيل “العافية”
الدمار الذي احدثه الذين وضعوا يدهم على المؤسسات والمرافق العامة عقب صدور قرارات لجنة إزالة التمكين واسترداد الأموال لا تخطئه عين وقد عاثوا فيها فسادا اخلاقيا ونهبا لبعض مقتنياتها وتركها حطاما ماديا ومعنويا بعد ان اشبعوا نهم انتقامهم وطمعهم منها.
وهذا ليس من بنات افكاري بل بالدلائل القاطعة ان كان شوف عيان أو عبر مقاطع الفيديو أو الشهادات الشفهية عبر الشكاوى وغير ذلك مما حملته الأخبار سيما عقب إجراءات 25 اكتوبر.
قلت قولي هذا على خلفية زيارة للمستشفى الاكاديمي بالخرطوم وطوارئ التميز الملحقة به. وللحق لم اك اعلم ان هذا المشفى القومي الفخيم توقف عن العمل بفضل لجنة إزالة التمكين وكم اوجعني ذلك والمشفى قبلة لكل أهل السودان من الموجوعين والغلابى وقد توفرت فيه كل أقسام العلاج التي ينعدم بعضها في بقية مشافي العاصمة والولايات، اوجعني حرمان هؤلاء من علاج ميسر ماديا ومتوفرة كل مقوماته فقط لكونه يتبع للدكتور مأمون حميدة.
حسنا.. طالما وضعتم يدكم كان ينبغى عليكم تركه ليكمل تقديم خدماته للمحتاجين كيفما اتفق لا ان تغلقوه وتحولوا غرفه وعنابره لاجتماعات لجان المقاومة وغيره، بالله اي بشر انتم ومن اي طينة خلقتم؟ واي عقل تتميزون به كبشر؟
خارت قواي وانا اتجول رفقة أساتذة وزملاء من الاعلاميين ومدير المشفى الجديد الدكتور الفاتح وراق الذي نفخ الروح في المشفى المترامى الأطراف افقيا ورأسيا، صعقت من اقسامه التي لا تنتقص قسما واحدا وعدد العنابر موفورة الأسرة في كل عنبر، فضلا عن غرف العمليات المتعددة وقد توفرت فيها كل المقومات وتشمل كل العمليات بما فيها المخ والاعصاب، هذا الى جانب غرف الطوارئ والعناية المشددة والوسيطة، وكذا غرف الأشعة بما فيها المقطعية، وفي جانب قصي يوجد مجمع غسيل الكلى وقد امتلأت الاسرة كلها كونه يستوعب مرضى مستشفى أبن سينا عقب توقف اجهزته تقريبا. المشفى يحوي أيضا حضانة للأطفال حديثي الولادة وكلنا يعلم مدى اهميتها في ظل شح الحضانات بمشافي الخرطوم الحكومية، اما الخاصة فحدث ولا حرج وبحسب رواية زميل ان تجربة مرة عايشوها بالخصوص حتى وجدوا حاضنة في مشفى خاص قيمة اليوم الواحد ثمانون الف جنيه.
كنا نتجول وسط العمال الذين يعملون على إعادة تأهيل المشفى الذي تحول لخرابة، ورغم ان يومها كان عمر اعادة مباشرة العمل اسبوعان إلا ان التردد بدأ في التنادى وعدد من اهلنا بولايات السودان واطراف الخرطوم كانوا يلزمون السرير الأبيض.
المشفى وبحسب ما علمنا انه آل لحكومة السودان بيد ان الدكتور مأمون حميدة ما زالت لديه اسهامات مادية كبيرة فيه ربما نظير تدريب طلاب جامعته فيه، كما ويستوعب أيضا طلاب جامعات أخرى اعدت ليهم قاعات مجهزة تحت الأرض غاية في التنظيم.
الآن ورغم حداثة العودة وعدم اكتمال التأهيل عاد العمل والاستقبال وإجراء العمليات بمقابل زهيد وبحسب مدير المستشفى ان قيمة العلاج على قلتها من يتعسر فيها لا ضير حيث تقدم له الخدمة العلاجية.
هذا نموذج يا أيها ايتها اللجنة لهدم مرافق صحية وغيرها بعد هدمها معنى ومبنى ومن عجب انه وبعد ما احدثوه من دمار ينتون ذات الفعل ويتوعدون مجددا من خلال الورش التي انتهت قبيل أيام، بربكم كفى البلاد دمارا دعوا الفترة القادمة للنماء والتصحيح وليس مزيد من الهدم وارتكاب الأخطاء.