أعمدة

بُعْدٌ .. و .. مسَافَة                       مصطفى ابوالعزائم في ذكرى حرب العاشر من رمضان 

قبل أيام قليلة ومع حلول الذكرى الحادية والخمسين لإنتصارات حرب العاشر من رمضان 1393 هجري ، التي وافقت السبت السادس من أكتوبر 1973م آنذاك ، إتصل عليّ الإعلامي النشط الأستاذ محمد إبراهيم شناوي ، مدير مكتب قناة القاهرة الإخبارية في الخرطوم لتسجيل إفادة عن ذلك الحدث الكبير الذي غيّر من خارطة و تاريخ وجغرافية ومستقبل الشرق الأوسط ، وكنت وقتها قد عُدت إلى سكني في مدينة الثورة ، وكان الأستاذ محمد إبراهيم يريد التسجيل معي في ذلك الحين بالخرطوم ، فإعتذرت له ، وكنت وقتها أُقلّب في بعض مقالاتي الخاصة بتلك المناسبة ، فكان أن وقعت عيني على مقال نشرته  بصحيفة آخرلحظة في أكتوبر من العام 2013م ، وقد كنت أرأس تحريرها آنذاك منذ أن أسسناها مجموعة من الشركاء أبرزهم أستاذنا الكبير الراحل حسن ساتي ، رحمه الله ، والمهندس الحاج عطا المنان والأساتذة الهندي عزالدين ، و علي فقير عبادي، ومأمون العجيمي .   المقال كان بعنوان ” محاولة إغتيال نصر ” ومناسبته كانت أنني تلقّيت وقتها تهنئتين رقيقتين من الأخوين العزيزين السيد معتز مصطفى كامل ، القنصل العام لجمهورية مصر في السودان آنذاك ، والسيد عبدالرحمن ناصف المستشار الإعلامي في السفارة المصرية بالخرطوم ، وكانت التهنئة في شأن إجتماعي ، وقد نبّهني الأستاذ عبدالرحمن ناصف وقتها أنه بعث إليّ بمقال كتبه سعادة السيد السفير عبدالغغار الديب ، سفير مصر بالسودان عن ذكرى إنتصار أكتوبر ، وكان عنوان المقال ( إنها لحظات النصر .. لحظات تتجلّى فيها إرادة الله ) .   تسلمت المقال الذي بدأ بلحظة سماع السيد السفير لخبر النصر وهو داخل مبنى محافظة الإسكندرية أقصى شمال مصر ، والمناسبة كانت حصوله على المركز الأول بين طلاب المحافظة في إمتحانات الثانوية العامة ، وهي تعادل الشهادة السودانية عندنا ؛ قطعاً فرحة الطالب وقتها عبدالغفار الديب كانت فرحة بالنجاح وبالنصر معاً .    أذكر وقتها أننا تناقشنا في مجلس التحرير عن ذكرى إنتصارات أكتوبر ، وطلب إليّ زميلي الأستاذ عبدالعظيم صالح مدير تحرير الصحيفة أن أكتب كلمة تعبّر عن رأيي وعن رأي الصحيفة في ذات الموضوع وأن أجتهد قدر الإمكان في أن آتي بجديد ، لا من حيث اللغة أو المفردة ، بل من حيث التحليل والتقييم .    كنت على يقين من أنني لن آتي بجديد ، فقد كانت حرب أكتوبر 1973م على طاولات البحث في المراكز الحربية والعسكرية ، ومراكز البحوث ، تخضع للدراسة من حيث التخطيط والإستعداد والتنفيذ وترتيبات الحرب نفسها وما بعدها ، وإنشغلت بها مراكز البحوث داخل الجيوش الكبرى ، كما أشرنا ، ومراكز البحث الإستراتيجي وفي داخل المعاهد والأكاديميات العسكرية والسياسية ، وقلت لأخي وزميلي الأستاذ عبدالعظيم صالح ، أنني لن آتي بجديد ولا غيري أيضاً ما لم تظهر معلومات جديدة تضاف لما سبقها التي توفرت من القيادات السياسية والعسكرية في كل من مصر وإسرائيل عن تلك المعركة التي قضت على أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم .    طافت كل هذه الخواطر والأفكار بذهني بعد أن إعتذرت لمدير مكتب قناة القاهرة الإخبارية في الخرطوم الأستاذ محمد إبراهيم شناوي ، الذي وعدته أن ألبي دعوته الكريمة لاحقاً ، وكنت أفكر بحق في النصر دائماً يقترن بالإرادة ، وقد آمن الرئيس المؤمن أنور السادات بالنصر ونجح في أن ينقل إرادة النصر إلى كل القيادات العسكرية المصرية ، بحيث لعب كل قائد دوره في التعبئة والتنفيذ بكل دقة ، حتى تحقق النصر الكبير في السادس من أكتوبر 1973 م والذي وافق العاشر من رمضان 1393 هجرية .    تذكرت ذلك الحدث العظيم وكنت وقتها أستعد لإمتحانات الشهادة السودانية في أبريل من العام 1974م وكنت دون السابعة عشر من عمري ، لكن نوافذ الوعي السياسي كانت قد بدأت تتفتح في عقول وأذهان أبناء جيلنا ودفعتنا في مدرسة أم درمان الأهلية الثانوية العليا _ هكذا كان إسمها _ وكُنا قد خرجنا بجراحات النصر لتونا من ثورة شعبان 1973م التي إنطلقت نهايات أغسطس من ذلك العام  .    محادثة الأستاذ محمد إبراهيم شناوي مدير مكتب قناة القاهرة الإخبارية في الخرطوم ، فتحت بعض مكنون الذكريات المرتبطة بذلك الحدث الكبير ، ومن بينها رحلتنا نحن مجموعة من طلاب مدرسة أم درمان الأهلية الثانوية إلى مصر حال أن وضعنا أقلامنا بعد أداء إمتحانات الشهادة السودانية ، وتلك حكاية أخرى نرويها غداً بمشيئة الله .  Email : sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى