(وهج الكلم) .. د حسن التجاني .. دكتورة عيشة بخيت جيلاني تكتب للوهج..!!
* ذكرتيني وجعة مريت بيها و انا مسافرة بمطار الخرطوم…مسكني ضابط الجوازات و قال لازم اوريهو قبيلتي… قلت ليهو انا سودانية… قال لا ما ينفع لازم اسم القبيلة… قلت ليهو ما عندي قبيلة و الله… و اصلا نحن لما اتربينا ما كنا عارفين انو في قبايل تخلي الناس مختلفين… ياخي نحن جيراننا المقابلننا في القضارف هنود… امي ترسلنا نجيب الناقصنا في البيت من (تارا الجارة الهندية)… نلقاها بتعبد في النار في كورنر كده في الاوضة…. نقيييف و نستناها لما تخلص… و بكل أدب نوريها الطالباهو امي و ننصرف… يوم واحد ما نظرنا ليها بنظرة تقلل من انسانيتها… و جيراننا بالناحية التانية اقباط نشاركهم فرحة عيدهم و حفلات راس السنة… و برضو جيراننا حبش و يوم عيدهم فرحتنا بالعين بابا ( الفشار قبل ما يتعرف في البيوت السودانية)… قدامنا كنيسة الكاثوليك بيجوها الجنوبيين و نحن نلعب معاهم و نستناهم نشوف جمال لبسهم و نستمتع بسماع جرس الكنيسة و تراتيلهم الموسيقية… يوم ما حكمنا عليهم بشكلهم و لا بدينهم لانو كلنا ربنا واحد و تربيتنا اصلا الإسلام القائل (لكم دينكم و لي دين) و رسولنا قال (القبلية نتنة فاحذروها)… دي سودانيتنا السمحة… تجو هسه يا السياسيين اللا دينيين تشعلو نار الفتنة بالقبلية البغيضة… ولكن لم ولن تستطيعوا تفرقتنا لأننا على يقين بأن( قوتنا في وحدتنا و سودانيتنا هي هويتنا)…. و الصورة اجمل باختلاف الالوان و تنوع الاشكال… كلنا سودانيييين (كان ترضا كان تابا)
*صحبتي في المدرسة و المنافساني في المرتبة الأولى كانت قبطية… و قبل ما يعلمونا نحن المسلمين في المدرسة ان نبدا ببسم الله الرحمن الرحيم، لاحظت انها تكتب في البداية (باسم الاب و الابن و الروح القدس)… و انا طواااالي صدقت ان ده يمكن هو سبب الشطارة… و من غير ما احكم عليها انها كاااافرة… بقيت اكتب زيها في بداية الامتحان و انا مطمئنة بتوفيق ربنا لي… إلى أن لاحظت استاذتي ما اكتب براس الورقة و نادتني و وضحت لي اننا مسلمين و بنقول بسم الله الرحمن الرحيم…
عمرنا ما حسينا بالتفرقة في الجنس و لا الدين… و عشنا و اتربينا اننا سودانيين ما بنعرف شايقي من جعلي و لا جنوبي من غرباوي (كلنا سودانيين)… و لا نزال فخورين بسودانيتنا رغم محاولات الساسة لزرع روح التفرقة و الكراهية لبعضنا البعض بسبب القبيلة..
و لكن هيهات… هيهات… لان هذا الشعب عصي على التجزء و التشتت…
حتى الساسة أنفسهم يتصارعون على المناصب و المكاسب المادية الشخصية متناسين مصلحة اهاليهم حتى من ابناء قبيلتهم… و لكن حالما ينفض جمع النزاع السياسي تراهم يرجعون إلى سودانيتهم المتأصلة داخلهم… يتحاضنون و يعانق بعضهم بعضا و يضحكون مع بعضهم البعض معتقدين انهم يخدعوننا…
اننا نحن عامة الشعب السوداني أذكى و أقوى من ان تفرقونا بخدعة القبلية… هذه اللعبة القذرة…
المهم نرجع لقصتي مع ضابط الجوازات…
قام زولك نادى لي زميلو من بعيد و قال لي (انا بديري و ده زميلي زيي من نفس القبيلة)… حاول زميلو استفزازي بأهمية القبيلة في أوراق الشرطة… لما لقاني مصرة على سودانيتي سألني( انتي من وين في القضارف… قلت ليهو من ديم حمد… افتكرتو بيعرف القضارف… و لسه زولك مصر على ان اقول ليهو قبيلتي شنو… و زميلو اشد اصرارا…) قلت ليهم جدي الرابع الاسمه جيلاني ده… دخل السودان جندي مع الجيش التركي… و بيقولوا لما الجيش التركي غادر السودان… و لحسن حظنا نحن ديل…جدنا ده تلب من القطر في حلفا و لاننا سودانيين و راكضين في السودان الحبيب..
و انا امي بنت عم ابوي… يعني ما عندي قبيلة من النوع الانتو حابين تفرقونا بيهو نحن السودانيين… و اصريت اقول ليهو اني (سودانية و افتخر)…
زولك و صاحبو مصرين على نوع قبيلتي… قمت قلت ليهو لو قلت لي شايقية اقول ممكن و لو جعلية بكون و لو دنقلاوية اتشرف و برض (انا سودانية و بس)
قام صحبو قال لي (شكلك تكوني سورية!!!) قلت ليهو (ناس بيقولو علي حلفاوية… لاني سودانية وبيقولوا علي كمان حلبية… و برضو مصرة اني بس سودانية)….
المهم لما غلبهم اليعملوهو معاي… زولك سألني انتي طبيبة شنو؟!
قلت ليهو طبيبة نفسية… طواااالي زولك وهوش لي يدو جنب راسو بايماءة وصمة الجنون.. و قال لي (عشااااان كداااااا)… و ختم لي جوازي و مشاني بسرعة متجاوزا القبلية المسيئة….
حسبنا الله و نعم الوكيل على سياسة فرق تسد
د. عيشة متوكل بخيت جيلاني
استشاري الطب النفسي ( القبيلة سودانية و بس)…
* قوتنا في سودانيتنا…
# لا للقبلية…
* لا للتفرقة و الشتات
* من الوهج…
سطر فوق العادة :
نردد باعلي صوت مع الدكتورة عيشة لا للقبلية لا للعنصرية لا للجهوية…نعم للسودان الواحد الموحد ..وخليك سوداني.
(ان قدر لنا نعود)